مرصد الإفتاء: التحاق نحو 847 من غير المسلمين بـ"داعش"
مرصد الإفتاء: التحاق نحو 847 من غير المسلمين بـ"داعش"
دار الافتاء
أكد مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء، أن "التطرف والإرهاب غير مرتبطين بالإسلام"، وأنهم ظاهرة عالمية متخطية للحدود والمسافات، ولا تنتمي بأي حال من الأحوال إلى العقائد الدينية المقدسة.
وأوضح المرصد، الكشف عن التحاق 847 شابًا ينتمون إلى عائلات تنتمي لديانات وتوجهات مختلفة في فرنسا، لتنظيم "داعش" الإرهابي في سوريا والعراق، حسب دراسة حديثة صادرة عن مركز الوقاية من الانحرافات الطائفية في فرنسا، والمعني برصد ومتابعة الإسلام والمسلمين هناك.
وذكر المرصد، أن الدراسة تتوافق مع عدد من التقارير التي تحدثت عن انضمام الكثير من الشباب إلى التنظيم، لأغراض دنيوية لا علاقة لها بالمعتقد، أو المنهج الفكري، أو حتى سردية "الجهاد" المعتبرة لدى التنظيمات الإرهابية، إنما أملاً في الحصول على فرص حياة أفضل، بعد نشر عدد من عناصر التنظيم صورًا لطبيعة عيشهم لدى التنظيم، ومدى الرفاهية التي ينعمون بها، ما دفع الكثيرين إلى السعي للانضمام للتنظيم.
ودعا المرصد وسائل الإعلام العالمية، إلى "التناول الرصين والمحايد لطبيعة العلاقة بين التطرف والأديان السماوية، وعدم ربطه بالإسلام، ووصم المسلمين بالإرهابيين"، وما يترتب عليه من تزايد موجات الخوف المرضي من الإسلام والمسلمين، والذي يولد بدوره حملات منظمة، ودعوات موجهة للكراهية، ورفض المسلمين في المجتمعات الغربية.
وأكد المرصد، أن التطرف سلوك بشري ينتشر في شتى المجتمعات، وموجود في تصريحات لشخصيات دينية وسياسية وفكرية، مشيرا إلى تصريحات المرشح الأمريكي للرئاسة دونالد ترامب المعادية للمسلمين والمشوهة للإسلام، وهي تمثل الخطاب نفسه الذي تتبناه جماعات العنف والتطرف تجاه الديانات والعقائد الآخرى، وهو خطاب متبادل من الجانبين، ويغذي كل طرف الآخر.
كما أشار إلى خطاب أحد الحاخامات الإسرائيليين، والذي يحض على هدم الكنائس والمساجد في القدس، وطرد غير اليهود من المدينة، ما يؤكد أن التطرف ليس قصرًا على فئة بعينها أو مجتمع بعينه، وإنما هو ظاهرة عابرة للحدود والأيديولوجيات، تواجه العالم كله، وينبغي أن يتكاتف الجميع لمواجهته والقضاء عليه.
وأكد المرصد، أن القضاء على الجماعات التكفيرية والمتطرفة في المنطقة العربية يتطلب محاربة التطرف والعنصرية وحملات الكراهية المنظمة ضد المسلمين في الدول الغربية، كما يتطلب مواجهة تطرف حاخامات يهود ضد المسيحيين والمسلمين في فلسطين، بعبارة أخرى، ينبغي أن تكون مواجهة التطرف شاملة، وعامة، وغير مقتصرة على فئة بعينها دون الأخرى، أو أصحاب ديانة دون سواهم، فالعنف والتطرف لا يمكن أن يكون وليد الأديان، وإنما هو وليد العقليات الفاسدة والقلوب القاسية والنفوس المتكبرة.