فايننشال تايمز: ثوار مصر ينقسمون حول إرث الثورة
المشهد كالتالي، على هذا الجانب يوجد من يكتب ويرسم "جرافيتي" على الجدران، وعلى الجانب الآخر يوجد من يطلي جدران مدرسة إعدادية، هكذا افتتحت الفايننشال تايمز تقريرها عن الأحداث في مصر، والتي جرت في الذكرى الثانية لثورة الخامس والعشرين من يناير، موضحة مدى الانقسام الذي صار عليه الشارع المصري بين حكومة الإخوان والثوار من جهة أخرى.
وجاء في التقرير أن جماعة الإخوان المسلمين، التي تسيطر حاليًا على الرئاسة ومقاليد الأمور في مصر، نشرت الآلاف من متطوعيها بالسترات الصفراء الزاهية، في انحاء القرى الريفية وأحياء المدن، حيث قاموا بتوزيع لحوم الضأن والبقر بأسعار مخفضة، كما أعادوا طلاء جدران المدارس الابتدائية والإعدادية وأرصفة الشوارع، وغرسوا الزرع في الطرقات مكان المساحات الخضراء الذابلة، مؤكدين رسالتهم المجتمعية وثقافة إعادة البناء، قبيل الانتخابات البرلمانية القادمة.
اختلف الكثيرون مع مبادرة الإخوان، وبدا الحد الفاصل بين القوى المدنية والمعسكر الإسلامي، والاختلافات بينهما واضحة، في تلك اللحظة الحاسمة من تاريخ مصر المعاصر.
وعن التظاهرات ذكر التقرير أن العلمانيين والليبراليين واليساريين تجمعوا في مسيرات استهدفت ميدان التحرير، مرددين هتافات معادية لحكم الإخوان، بمشاركة الأقلية الدينية في البلاد والمثقفين و"الأولتراس"، وحدثت مصادمات مع الشرطة، وأحرقت العديد من مقار حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، في الوقت الذي دعت فيه الجماعة شبابها إلى عدم التوجه للتحرير لتجنب المواجهات مع المتظاهرين، بينما ذكرت المعارضة أن الهدف من المسيرات ليس الاحتفال بالثورة ولكن تأكيدًا على استمرارها.