25 يناير.. دعوة للرقص على جثة النظام السابق
كان النظام السابق قد أفرج عن غالبية الجهاديين الذين رفضوا المراجعات الفكرية التى بدأتها الجماعة الإسلامية أواخر التسعينات من القرن الماضى، قبل ثورة يناير، رغبة منه فى سرعة إغلاق ملف العنف المسلح للأبد، وإعطاء إشارة بذلك إلى الإدارة الأمريكية التى باتت كأسد جريح بعد ضربات سبتمبر الموجعة.
وظل فلول الجهاديين تحت قبضة الأجهزة الأمنية التى كانت تدرك جيداً أنها لم تتراجع عن أفكارها خطوة، لكنها أيقنت أن هؤلاء الخارجين من بوابات الجحيم قد أعياهم التعب، ولم يعودوا يملكون لا سيفاً ولا فرساً، ولم تظن يوماً أن السماء كانت تخبئ لها قدراً لم يخطر لها على بال.[FirstQuote]
تنامى للقيادات الجهادية علماً أن شيئاً ما سيحدث فى 25 يناير، وأخذوا أهبتهم استعداداً لذلك، ففى حواره المسجل مع «الوطن» قال علاء شتا، القيادى الجهادى: «هاتفنى أحد الإخوة فى تنظيم الجهاد وأخبرنى أن هناك شيئاً كبيراً سيحدث، وأنه يتوقع أن يكون يوم 25 من يناير».
ويُلقى الغموض شباكه عند هذه النقطة، فمن كان يعرف أن هناك شيئاً كبيراً سيحدث وبأى غرض تم إبلاغه للجهاديين؟، ثم يحكى «شتا» كيف اشتركوا فى الثورة منذ الـ25 من يناير منسقين مع الإخوان بأسماء و«شفرات كودية».
كان بليغاً «شتا» عندما شبّه حالتهم فى الصراع مع النظام السابق بأنهم «كانوا كالذى يدفع عربة إلى الأمام فى منزلق وعر، فإذا تراجعوا لحظة داستهم العربة وقضت عليهم»، وبدا أن «الإخوان» وظّفت الجهاديين لصالحهم فى صراعهم مع النظام السابق، وأملت معظم العناصر الجهادية التى كثّفت وجودها فى ميدان التحرير فى أن هذه الثورة ربما حوّلت مصر إلى دولة إسلامية خالصة وفق رؤيتهم لشكل الدولة الإسلامية وطبيعة المجتمع المسلم.
فى حديثه لـ«الوطن» يروى عبدالناصر أبوالفتوح، الجهادى الذى أخرج محمد مرسى من السجن، ويقول: «أطلق حرس السجن النيران بكثافة كى تنفد الذخيرة التى معهم، وبذلك يظهر الأمر بأنهم قاومونا حتى نفدت ذخيرتهم، وبمجرد نفاد الذخيرة انسحبوا نهائياً، وكان هذا فى فجر يوم 29 يناير 2011، فهدأ صوت الرصاص، ولم نجد لهم وجوداً، ثم سمعنا صوت أقدام من خارج السجن، وصوت هرج من الناحية الخلفية للعنبر وسط الظلام، وأعطى الضباط والحراسة مفاتيح العنابر للمسير -وهو كبير الجنائيين- وسمعنا خارج العنابر أصوات أشخاص يجرُون، لكن لم نتبين شيئاً، لأننا كنا فى آخر عنبر، وكنا نسمع من فتحات الباب خروج السجناء السياسيين والجنائيين، ولم نتمكّن من الخروج، لأن الباب كان مغلقاً، وفى تمام الساعة التاسعة من صباح يوم 29، وجدنا أُناساً يمرون من أمامنا، ومعهم سلالم وأدوات هدم، شواكيش ومرزبات، فطلبنا منهم المساعدة ففتحوا جدار الزنزانة وخرجنا منها واحداً تلو الآخر.[SecondQuote]
ويعطى «أبوالفتوح» وصفاً لهؤلاء الأشخاص الذين ساعدوه على الخروج فيقول «من لهجتهم وملابسهم أعتقد أنهم أشخاص من سكان المنطقة حول السجن من العرب والبدو»، ولم يستطع «أبوالفتوح» -على حد قوله- أن يُحدّد هوية المقتحمين ويقول «كنت فى حالة ذهول شديد، حيث أصبح السجن شبه خالٍ، فذهبت إلى «عنبر 3»، الذى كانت به قيادات الإخوان، فوجدتهم لم يخرجوا بعد، فأحضرت سلماً كان موجوداً بالسجن، وصعدت به على جدار العنبر، وقمت بإنزاله لهم من الناحية الأخرى، وصعدوا واحداً تلوا الآخر بصعوبة شديدة، وخرجت مع قيادات الإخوان حتى خارج السجن، وكان بانتظارهم سيارات أتت لهم من مدينة السادات، فشكرونى على ما قمت به معهم، ووفّروا لى سيارة كى تقلنى إلى أقرب مكان».
أخبار متعلقة:
الإخوان والجهاديون.. علاقة "اللعب بالنار"
تشكيل أحزاب «جهادية».. لعبة «الإخوان» لشق صف «الإخوة»
اعتصام «السلفية الجهادية» أمام «الاتحادية».. أول ورقة ضغط
باحث أمريكى ينصح «الإخوان» بـ«تفكيك الجهاديين» بأموال أمريكية