محمد الليثى يكتب: تفرق إيه عن غيرها؟!
محمد الليثى
7 مؤسسات صحفية عملت بها فى مشوارى الصحفى القصير ذى الـ7 أعوام ونصف العام؛ 5 سنوات منها بـ«الوطن»، سبقها عامان مناصفة بين الخدمة العسكرية، والعمل بالمؤسسات الأخرى التى أحياناً جمعت بين اثنتين منها، ولكن لماذا قضيت تلك الفترة كلها فى «الوطن»؟!
فى عام 2012، فى أثناء تقدمى بالأوراق للخدمة بالقوات المسلحة بعد تخرجى علمت بأن هناك جريدة باسم «الوطن»، وأن العديد من زملائى سيشاركون فى تأسيسها، فعملت على أن أكون معهم لنعمل فى مكان معاً، خصوصاً بعد العمل فى أكثر من مكان على سبيل التدريب، إلا أن قبولى بالقوات المسلحة لأداء خدمتى الوطنية أجَّل التحاقى بالجريدة منذ تأسيسها لألتحق بها بعد الانتهاء من الخدمة بشهر واحد.
«عائلة واحدة»
أول إحساس وصلنى عندما دخلت إلى صالة التحرير فى الموقع الإلكترونى للمرة الأولى فى أبريل 2013، فالتعامل كان بمثابة منزل «إخوة يتعاملون مع بعضهم البعض»، وعندما بدأت ظهر جلياً عندما لم يكتفِ أحدهم بالقيام بدوره فقط بل يجتهد للظهور بشكل أفضل، وترسخ هذا الإحساس بمرور الوقت حتى توج بلحظة تكريمى كفائز بجائزة «دبى» للصحافة العربية، ووقف رئيس التحرير الأستاذ محمود مسلم لتصوير تلك اللحظة كالأب الذى يفتخر بنجاح أبنائه، ووقتها شعرت جيداً بمعنى شعارنا «قوته فى ناسه».
«إحساس البيت»
يرتاح دائماً الشخص فى منزله، وعندما يذهب للعمل يكون شغوفاً إلى أن يعود، إلا أن «الوطن» كان بمثابة المنزل الثانى، أتذكر عندما قضيت 4 أيام فى المقر الجديد أثناء انتخابات رئاسة الجمهورية، وأيضاً فى أيام حظر التجوال عام 2013 التى اعتدنا وقتها أن نمكث بالأيام فى الموقع الإلكترونى.
«التطوير»
التدريب المستمر النابع من إصرار إدارة الجريدة على التطوير جعلنى أشعر أن هذا المكان المناسب للاستمرار فيه، فلم يمر عام واحد إلا بتدريب استفدت منه على المستوى المهنى والشخصى، سواء كان تدريباً داخلياً أو خارجياً.
«التنقل»
«التنقل فى الجريدة» كان له أثر كبير فى كسب خبرات، فالعمل بالموقع الإلكترونى 3 سنوات، ومن بعدها فى النسخة الورقة كان له أثر كبير فى تكوين شخصيتى الصحفية، كما أن العمل تحت أكثر من إدارة تحرير جعلنى أشعر أن «المؤسسة» بمثابة منزل وليس مجرد جريدة.
«التحول»
بعد فترة من عملى بالجريدة شعرت بأننى أتحول من مجرد «مترجم صحفى» يعمل على ترجمة الأخبار والتقارير من الصحف الإسرائيلية المكتوبة بالعبرية، إلى «صحفى متخصص فى الشئون الإسرائيلية»، بل وصحفى شامل بدأ فى التعامل مع الشارع والكاميرا.
عندما قررت كتابة هذا المقال وجدت صعوبة فى كتابته لكثرة النقاط التى يجب التحدث عنها، إلا أننى اخترت أول 5 أحاسيس وصلتنى من «الوطن»، وأنا على مشارف دخول السنة السادسة فى الانتماء لهذا الصرح الذى إذا سألنى أحدهم «يفرق إيه عن غيره؟» سيكون ردى: «يفرق كتير أوى».