محمد رجب: «مبارك» أعطى تعليمات بعدم الصدام مع المتظاهرين خلال «25 يناير».. وقال: «ماينفعش المصريين يقفوا فى وش بعض ويتقاتلوا»
![محمد رجب](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/8527161741528056919.jpg)
محمد رجب
عاصر تجارب سياسية مختلفة، من شاب صغير فى منظمة الشباب التى أسسها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، إلى عضو مجلس شورى خلال عهد الرئيس الراحل أنور السادات، وصولاً إلى زعيم الأغلبية بالمجلس والأمين العام الأخير للحزب الوطنى فى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك، هو الدكتور محمد رجب، أستاذ العلوم السياسية، الذى قال فى حواره لـ«الوطن» إنه غير نادم على هذه الرحلة، بل يشعر أنه أدى واجبه على أكمل وجه، لكن لو عاد به الزمن لأولى المزيد من الاهتمام إلى حياته الشخصية وعمله الخاص بدلاً من الانغماس الكامل فى الحياة السياسية.
آخر أمناء الحزب الوطنى: قلت فى جلسة بمجلس الشورى «أحذر من ثورة الجياع».. فرد علىّ قيادة كبيرة «ماتكبرش الموضوع»
مشوار طويل قضاه «رجب» داخل أروقة السلطة والغرف المغلقة للحزب الذى ظل حاكماً لأكثر من 30 عاماً، العديد من الذكريات والمواقف جمعته بقيادات النظام الأسبق، بدءاً من «مبارك» الذى قال عنه إنه لم يكن يستحق النهاية التى انتهت بها فترة حكمه، مروراً بالصف الأول من المسئولين ورجال النظام الأسبق، فضلاً عن ذكريات ومواقف أخرى مع المعارضة والإخوان. «الوطن» سألته عن كل ذلك، وتطرقت إلى الفترة التى وصفها بـ«الأصعب» عندما تولى فيها مسئولية قيادة الحزب الوطنى بعد ثورة 25 يناير وحتى قرار حله، فيما أكد أنه اكتفى بتلك الرحلة ولا يفكر فى أى خطوات سياسية جديدة، إلى نص الحوار:
توليت مسئولية قيادة الحزب الوطنى فى فترة صعبة عقب 25 يناير وحتى صدور قرار حل الحزب بعد نحو 3 أشهر.. ما تقييمك لهذه الفترة؟
- تم تكليفى بقيادة الحزب الوطنى بالقدر، نظراً لكون الرئيس الأسبق مبارك عندما قرر إعادة تشكيل هيئة مكتب جديدة للحزب، قام باختيارى أميناً للتنظيم، والدكتور حسام بدراوى أمين عام الحزب، ثم استقال بدراوى على الهواء مباشرة خلال استضافته فى أحد البرامج بعد يومين فقط، وأصبحت بحكم الواقع والقدر المسئول عن قيادة الحزب فى هذه الفترة الصعبة.
هل مبارك كان المسئول عن اختيار هذه الأسماء فى هذا التوقيت، أم تم التشاور حولها؟
- لا أعرف، لكن تم إبلاغى أننى كلفت بهذا المنصب، ولم تكن الأمور تسمح أن يعتذر أحد، وليس من الشجاعة الاعتذار فى هذا التوقيت، وهى مرحلة بالغة القسوة، ووجدت نفسى فى دائرة الانتقاد برغم أننى لم أرتكب شيئاً، وأذكر أن صديقاً، وكان قيادة هامة فى الحزب، اتصل بى فى هذا التوقيت وقال لى: «ما تقدم استقالتك.. انت قاعد بتعمل إيه، كله مشى وسابها؟». فقلت له: إذا قدمت استقالتى فى هذا الوقت سأكون مثل الذى يقفز من السفينة وقت الغرق دون أن يحاول إنقاذها، وأرى أنه من الأولى العمل على إنقاذ السفينة أو الغرق معها، آدينى بحاول.
قلت أمام «مبارك»: الشخص الذى اعتاد على السرقة لن يكف عنها.. فابتسم وقال: «تقصد مين يا محمد؟».. وقيادى إخوانى اتصل بى بعد «25 يناير» وقال «عليكم أن تسمعوا وتطيعوا».. وحذرت المجلس العسكرى: «ماحدش هيقدر عليهم»
باعتبارك المسئول الأول عن الحزب فى هذا الوقت، هل حاولت الاتصال بالإخوان لتهدئة الأجواء؟
- لا، لم أحاول أن أفعل ذلك، لأن الإخوان ركبوا الموجة ورفضوا أن يتحدثوا مع أحد ونبرتهم فى الحديث تغيرت، وأذكر أن أحد قيادات الإخوان لا أريد ذكر اسمه اتصل بى تليفونياً فى هذا التوقيت وتحدث إلىّ من منطق المنتصر والحزب الوطنى هو الطرف المهزوم وقال إنه علىّ أن أسمع وأطيع، ونحن فى الحزب الوطنى لم نتعود على ذلك، وبالتالى اختلفنا ورفضت لهجته فى الحديث ولم يحدث أى اتصال بعد ذلك، إلى أن تم حل الحزب بقرار من المحكمة، وللأسف كان فيه ناس مع الحزب الوطنى قبل 25 يناير ثم ارتموا فى أحضان الإخوان بعد 25 يناير، ثم انتقلوا إلى أحضان الدولة بعد 30 يونيو، دول بتوع كله، ومعروفون بالاسم، وهذه قضية أخلاقية فى المقام الأول.
فى هذا التوقيت كانت هناك سلطة انتقالية ممثلة فى المجلس العسكرى.. هل تقدمت بأى طلبات إلى المجلس العسكرى؟
- أتذكر أننى قلت فى أحد الاجتماعات مع المجلس العسكرى بعد ثورة 25 يناير، إنه يجب ألا تتركوا الساحة خالية حتى لا يكون البلد خاضعاً للإخوان المسلمين فى هذه الحالة، لأنه لا يوجد تنظيم واحد قادر على مواجهة الإخوان فى هذا البلد، ولعل البعض لا يعرف أن هناك تعليمات صدرت أثناء ثورة يناير أنه لا يتم الدخول فى أى مواجهة مع الجماهير المتظاهرة على الإطلاق، وأنه لا صدام مع الجماهير لكونه من غير المقبول نشوب صدام بين المصريين وبعضهم البعض حتى وإن كان من يحرك الناس فى الشارع هم تنظيمات غير شرعية مثل الإخوان.
هل صدرت هذه التعليمات بعد المظاهرات الواسعة يوم 25 يناير؟ ومن أصدرها؟
- صدرت ليلة 25 يناير، وكانت التعليمات تشدد على عدم الدخول فى أى مواجهة بين قواعد الحزب والمتظاهرين فى الشوارع، وأصدر هذه التعليمات الرئيس مبارك بنفسه، وقال «ما ينفعش المصريين يقفوا فى وش بعض ويتقاتلوا»، ونقلتها قيادات الحزب إلى الأمانات المختلفة فى القاهرة والمحافظات تجنباً لنشوب أى صدام بين المصريين.
كانت هناك «صفقة» بين السلطة والإخوان.. و«العريان» قال لى قبل انتخابات 2005: سنأخذ 35 مقعداً فى المرحلة الأولى
البعض تساءل خلال ثورة 25 يناير.. أين مؤيدو مبارك وأين قواعد الحزب الوطنى؟
- أعضاء الحزب وقواعده فى المحافظات كان يصل عددهم إلى 3 ملايين ونصف، وهذه أرقام مثبتة بعضويات داخل الحزب، والبعض بالفعل قال فين الناس بتاعة الحزب الوطنى؟.. الناس كانت موجودة، والأعضاء موجودون، مفيش حد اتبخر أو طلع السماء، لكن التعليمات التى جاءت كانت شديدة الوضوح والحسم بعدم الخروج إلى الميادين والشوارع وعدم الصدام مع الجماهير، حتى لا ندعو إلى مجزرة وإلى حرب أهلية.
خلال الفترة من 2005 إلى 2011 البعض يرى أنه حدث تقارب بين الحزب الوطنى والإخوان، وحصل الإخوان على 88 مقعداً فى البرلمان بناءً على صفقة سياسية مع السلطة.. هل هذا صحيح؟
- حدث تقارب بلا شك، وسمعت أن هناك صفقة تمت بين الحزب الوطنى والإخوان، لكن الله يعلم أنا لم أشارك فيها، ولم أوافق أو أشارك فى صفقة مع الإخوان من أى شكل، وإذا كان الحزب الوطنى أو بمعنى آخر الحكومة غير راضية عن حصول الإخوان على 88 مقعداً كانت تستطيع أن تسقطهم بطريقة أو بأخرى، لكن هذا التوجه أو هذه الصفقة، وهى صفقة تهدئة الجو، لم تستمر طويلاً، لأن الإخوان صمموا على التمسك بالجماعة ورفضوا الفصل بين الجماعة والدين والعمل السياسى، وهذه هى عادة الإخوان دائماً، يتفقون على شىء ثم ينقلبون على وعودهم، وكما انقلب الإخوان على اتفاقهم مع السلطة قبل 25 يناير، انقلبوا أيضاً على اتفاقهم مع السلطة بعد 25 يناير، حيث قالوا إنهم لن يترشحوا لانتخابات الرئاسة، ثم دفعوا بمرشحين لأن المسألة «حليت» فى عيونهم.
عندما كنت تلتقى صدفة أو تجمعك مناقشة مع أحد قيادات الإخوان قبل ثورة يناير.. كيف كانوا يتعاملون فى هذا الوقت؟
- كانوا يتحدثون بأشياء ثم يفعلون عكسها تماماً، هذا هو عهد الإخوان فى جميع العصور، لكن طبعاً لم يكن يجرؤ أحد منهم أن يتحدث باللهجة التى تحدثوا بها بعد 25 يناير، وأذكر أننى التقيت عصام العريان بالصدفة فى قناة الجزيرة قبل انتخابات البرلمان 2005، كان خارجاً من الاستوديو وأنا داخل بعده، سألنى: ما عدد المقاعد التى تعتقد أننا سوف نحصل عليها فى الانتخابات؟ قلت له: نحو 30 أو 35 مقعداً، فضحك وقال: لا، سنحصل على 35 مقعداً فى المرحلة الأولى فقط، وكانت الانتخابات على 3 مراحل، وبالفعل حصلوا على 35 مقعداً فى المرحلة الأولى، وزاد عدد المقاعد فى المرحلة الثانية، ثم فى المرحلة الثالثة توقفت هذه الزيادة بضغوط النظام.
«الرئيس الأسبق» لم يكن يستحق النهاية التى وصل لها لكنه ساهم فى الوصول إليها دون أن يدرى وابتعد عن الحكم فى السنوات الأخيرة رغم أنه كان وطنياً وحاول أن يؤدى دوره بما تحكم به الظروف
هل هذا الحديث من عصام العريان يؤكد ما تردد عن وجود صفقة فى ذلك الوقت بين النظام والإخوان؟
- ليس لى دخل، لكن كان يبدو أن هناك تفاهماً مشتركاً على نسبة محددة، والإخوان حاولوا الانقلاب على هذه النسبة وعلى شروط الاتفاق.
ما الموقف الذى ما زال عالقاً فى ذهنك مع الرئيس مبارك؟
- حدث أنه فى إحدى المرات خلال اجتماع للأمانة العامة للحزب الوطنى وكان يحضره مبارك، فقلت له: يا سيادة الرئيس، أنا أعرف كليات يدخل فيها الطالب فيتخرج منها طبيباً أو محامياً أو مهندساً أو ضابطاً، لكنى لم أعرف كلية يمكن أن ينخرط فيها شخص غير نزيه فيصبح إنساناً نزيهاً، أو ينخرط فيها شخص غير صادق فيصبح إنساناً صادقاً. النزاهة والصدق قيم متأصلة إذا لم تتوافر فى الإنسان فلن يحصل عليها أبداً، فضحك الرئيس الأسبق مبارك، وقال: تقصد مين يا محمد؟
وهل كنت تقصد أسماء بعينها؟
- لا، كنت أتحدث فى العموم، ولا يمكن للشخص غير النزيه أن يتحول إلى شخص نزيه بمرور الوقت أو بعد التحاقه بمجموعة معينة، ومن اعتاد على السرقة لن يكف عن السرقة بقرار بين يوم وليلة.
هل يستحق الرئيس الأسبق مبارك هذه النهاية لفترة حكمه؟
- لا، فى اعتقادى أنه لا يستحق ذلك، لكنه ساهم فى الوصول إلى هذا الطريق دون أن يدرى.
كيف ساهم مبارك فى هذه النهاية؟
- نحن كثيراً ما طالبنا داخل الحزب بالتصدى لمشاكل الجماهير، وقلت فى إحدى جلسات مجلس الشورى: أحذر من ثورة الجياع، وتم الرد علىّ بطريقة مهذبة من قيادة كبيرة بالحزب الوطنى: ما تكبرش الموضوع، وللأسف الممارسة الديمقراطية داخل الحزب الوطنى لم تكن على ما يرام، ولا أقصد هنا فترة الـ30 عاماً للرئيس الأسبق مبارك فقط، ولكنه منذ أيام الاتحاد الاشتراكى فى عصر جمال عبدالناصر، واليافطة هى التى تتغير فقط مع تغير كل نظام.
صرت زعيماً للأغلبية بمجلس الشورى، هل أنت راض عن أداء المجلس فى تلك الفترة؟
- للأسف المجلس كان خيال مآتة، والذى جعل منه خيال مآتة هو مجلس الشعب الذى أعد قانون مجلس الشورى فى عام 1970، ومع ذلك كان يحاول مجلس الشورى أن ينحت فى الصخر حتى يكون له قيمة أكبر، وكان رئيس مجلس الشعب الذى أعد قانون مجلس الشورى هو الدكتور الراحل صوفى أبوطالب، ورفض أن يكون مجلس الشورى جزءاً من باب السلطة التشريعية فى الدستور، وقال فى كلمته الموجودة فى مضبطة القانون: «إيه علاقة المجلس ده بالسلطة التشريعية، نعمله باب لوحده»، ثم تشاء الأقدار أن يصبح عضواً منتخباً فى الشورى، ويجلس إلى جوارى، ووجهت كلامى إليه بعد أن حضر أكثر من جلسة: «طبعاً انت مش مبسوط معانا فى مجلس الشورى»، فقال: «إزاى.. انتوا هايلين»، سألته: «هايلين إزاى يعنى؟ هل أنت راض عن أدائنا»، قال لى: «أنا لم أكن أتصور هذا الأداء»، ثم بعد قليل قلت له: «طب حضرتك مش شايف إن القانون اللى عملتوه أضعف مجلس الشورى؟»، فرد علىّ قائلاً: «يا محمد انتوا عملتوا من الفسيخ شربات»، فابتسمت وقلت له: «كان من الواجب انتوا اللى تعملوا الشربات ده».
كيف تقيم إدارة صفوت الشريف لمجلس الشورى؟
- أعطى للمجلس زخماً أوسع، ربما بسبب تاريخه الطويل أو علاقاته بالرئيس، واستطاع مجلس الشورى أن يكون منافساً لمجلس الشعب، ولم يكن مجلس الشعب يجرؤ أن يتخطى الشورى بسبب وجود صفوت الشريف.
وماذا عن تجربتك فى عصر السادات؟
- انتقلت مع الرئيس السادات لمرحلة أوسع، لأنى دخلت مجلس الشورى، وكنت أميناً عاماً مساعداً للمجلس، وكان السادات فى رأيى أكثر سياسة ودهاءً من جمال ومبارك، وكان يتميز بذكاء خارق، واستفدت من هذه الفترة لكونى نضجت بها واكتسبت خبرة كبيرة.
وما تقييمك لفترة حكم مبارك؟
- أولاً أريد التحدث عن مبارك نفسه، هو رجل تعلم جيداً، ووجوده نائباً للرئيس السادات 7 أعوام متتالية مكنه من إعداده كرجل دولة، وكان حريصاً على الاستماع الجيد، وأتذكر أننا كثيراً ما اختلفنا معه فى الكثير من الحوارات واللقاءات، لكنه كان يستمع جيداً، ولا يسخر من أحد، ولا يغضب فى وجه أحد، وأذكر أن فتاة من فتيات معسكرات الشباب التى كان ينظمها الحزب الوطنى، وكنت مسئولاً عنها، طلبت أن تقول كلمة أمام مبارك، فقلت لها أن تتحدث بما فى قلبها، بلاش حكاية انت بابا وانت ماما وانت أنور وجدى اللى كان كتير بيعملوها دى، ثم خلال المؤتمر وفى حضور أعضاء مجلس الوزراء جميعاً، وقفت الفتاة وكانت طالبة فى جامعة طنطا، وقالت: «سيادة الرئيس، أريد أن أسألك سؤالاً باعتبارك مواطناً زى زيك وليس باعتبارك رئيساً، هل من المعقول أن يكون كل رئيس بطلاً فى عصره، ثم يصبح سبب كل الأزمات بعد رحيله، عبدالناصر كان زعيماً ثم أصبح سبب النكسة، والسادات كان بطل الحرب والسلام ثم أصبح المسئول عن كل مشاكل مصر»، ثم سكتت الفتاة، وشعرت بشىء من القلق والتوتر وأنا أجلس بجانب الرئيس، خاصة أن الكلام يحمل شيئاً من التزيد وكان من الممكن نقل الرسالة بصيغة أفضل، وخشيت أن يرد مبارك بغضب، لكنه قال لها: «شوفى يا بنتى، أنا عايز أرد عليكى باعتبارى مواطن زى زيك، لا كان فى بالى أن أكون رئيس ولا نائب رئيس، وكان كل أملى بعد تقاعدى من الخدمة إذا البلد أكرمتنى أن تجعلنى سفيراً فى بلد إكسلانس علشان أقضى ما تبقى من حياتى فى هدوء وسلام، وجئت إلى السلطة فى ظرف طارئ، وعندما أصبحت رئيساً كان كل ما يشغلنى لما آجى أمشى الناس هتقول عليّا إيه؟».
وماذا تقول عن مبارك بعد أن خرج من السلطة؟
- أقول عنه إنه كان رجلاً وطنياً، لكنه أخطأ وابتعد عن الحكم خاصة فى السنوات الأخيرة، مبارك أخطأ وأصاب، لكنه حاول أن يؤدى دوره بما تحكم به الظروف.
هل تفكر فى خطوات جديدة الفترة المقبلة؟
- لا، إطلاقاً، أنا على المستوى الشخصى أعتبر نفسى قمت بدور أعتز به على مدى سنوات طويلة.