أجواء معركة سيناء: الحياة تعود لطبيعتها.. وبوادر أزمة بنزين
عادت الحياة إلى طبيعتها فى مدن محافظة شمال سيناء، رغم أجواء المعركة التى تعيشها منذ عدة أيام، ورصدت «الوطن» وجود كافة السلع التموينية بالأسواق، وانضباط حركة البيع والشراء، وهدوء فى حركة انتقال سكان المحافظات الأخرى إلى سيناء والعكس، فيما ظهرت بوادر لأزمة وقود تمثلت فى زيادة أعداد السيارات أمام المحطات فى طوابير بالتزامن مع أنباء عن عودة بعض الأنفاق للعمل مرة أخرى.
عبد السلام محمد حمدان، مدير محطة وقود، يقول إنه لا توجد أزمة حادة فى السولار فى الكثير من المحطات، لكن هناك مشكلة عندنا فى طريقة توزيع البنزين الـ92 وال90 والـ80، لأن كل بنزينة لها حصة من نوع واحد فقط ولا تصلها كل الأنواع، وهذا يسبب تكدساً كبيراً فى بعض الأوقات أمام المحطات.
وأضاف: «يدخل لى تنك البنزين «مليان»، وبمجرد أن يتم الانتهاء من تفريغه، تهجم السيارات على المحطة وخلال يوم ونصف ينفد البنزين، وتحدث أزمة عندى، لأن السيارة تأتى لى كل 3 أيام، إذن أنا أظل يوم ونص بلا بنزين».
ويستكمل «كنا ندخل فى مشادات وعراك بسبب البنزين مع السائقين، وكانت تقف أمام المحطة بالـ50 سيارة».
مدير المحطة يؤكد لــ«الوطن» أن هناك محطات وقود كانت تتعامل مع مهربى البنزين لغزة، فكانت لا تفرغ «تنك البنزين» فى المحطة للبيع للناس، وكانت تأخذها كاملة إلى الأنفاق وتهرب بسيارات صغيرة وتنكات أقل حجماً.
ويشير أسامة أحمد عطية، سائق تاكسى، إلى وجود بوادر أزمة بنزين، تحتاج لضبط أنواع الوقود بدرجاته، ويقول «أنا بحثت كثيراً عن بنزين 92، لم أجد سوى فى محطة واحدة وعليها طوابير تقف عليها بالساعات».
ويكشف أحمد إسماعيل، سائق تاكسى، أن هناك بعض سائقى السيارات الأجرة والموتوسيكلات وسيارات النقل، تدخل «لتمون» الوقود وتذهب لتفرغة فى تنكات ثم تعود مرة أخرى لتشترى من جديد وتخزنه مقابل أنها تحصل على عمولة من بيعه لتجار البنزين.
ويعلق أيمن مصطفى، مفتش تموينى، أنه يوجد استقرار حتى الآن فى العريش، كما أن هناك رقابة صارمة على محطات الوقود، حيث نشرف على وصول السيارات الكبرى التى تأتى وتفرغ شحنتها فى «تانك» المحطة، كما نشرف على وضعها فى «التانكات»، دون سرقات، أو تسريب، كما أنه لا يستطع صاحب المحطة فتح التانك والبيع منه، ولو حدث فسنحاسب الفاعل.
وشدد «المفتش» على أنه يبقى ليلاً ونهاراً فى المحطة وهناك، «ورديات» عمل مع أحد الزملاء والرقابة دائمة.
ورأى محمد شعراوى، سائق تاكسى، أن هذه الضربة الأخيرة للجيش المصرى التى أغضبت كل المصريين، أفادت سيناء ومدنها، عكس السابق، لم نجد من يسأل ويتابع ويهتم بالقضايا السيناوية.
فى محطة الميكروباص وسيارات الأجرة، رصدت «الوطن» هدوءاً شديداً بحركة النقل بين محافظة شمال سيناء وباقى المحافظات الأخرى، وأكد هانى خميس، سائق سيارة أجرة، أن هناك ركاباً تخاف على أرواحها من التعرض لمكروه فى الطريق فى ظل الانفلات الأمنى الذى يتعرضون له كل يوم من بعض العناصر المجهولة.
وقال على سيد، أحد الركاب القادمين من القاهرة بسيارات الأجرة: لولا أن عندى شغل فى مصنع الأسمنت اللى فى العريش والله ما كنت جيت، أهو كله بيجرى ورا لقمة العيش وربنا يسترها علينا.
وتجولت «الوطن» فى متاجر المدينة والأسواق، ولم تلحظ مشاكل أو نقصاً فى سلع حيوية، وأكد بعض أصحاب المحال التجارية انضباط السوق وتوفر كافة السلع الغذائية، إلا أن حركة الإقبال على الشراء قلّت بنسبة كبيرة، على حد قول أصحاب المحال.
وقال عز الشريف، أحد أصحاب المحال: حركة البيع والشراء ضعيفة جداً بعد الأحداث الأخيرة، العريش كانت تستقبل الكثير من المغتربين والسياح والمصطافين، وبالتالى كانوا يرفعون من نسبة الشراء ويحدثون رواجاً فى الأسواق، لكن الكثير منهم قد غادر ومن كان يفكر فى القدوم لن يأتى.