يوميات متمردة.. "ماما.. أنا مش عايزة أتجوز أصلا"
"ماما.. أنا أصلًا مش عايزة أتجوز"، بمجرد أن قلتها، وإذا بأبواب الجحيم تفتح أفواهها أمامي، لم تقتنع أمي، كعادتها، بفكرتي تجاه الزواج، فرغبتي في أن يكملني شخصًا بمواصفات معينة، وأن يربطني به أطفال نعيش حياتنا من أجلهم، تختلف كثيرًا عن رؤية الأجيال السابقة، التي لا تنظر للزواج في الاستمتاع بالحياة، على قدر ما تراه "سنة الحياة".
كانت حجج أمي منطقية لمثيلاتها، فالأهالي –عادة- عاشوا حياتهم يكافحون ويعملون و"ينحتون في الصخر"، لتعليم وتربية وتجهيز أبنائهم ليكونوا قادرين على الزواج، وكأن متاع الحياة كافة اختزلت في هذه الكلمة المجردة.. وبمجرد أن قلت لأمي هذه الكلمة، لمحت في وجهها ضياع "شقى عمرها" و"رسالتها في الحياة"، وتحطيم آمالها في التباهي وسط العائلة وأصدقائها أن عريس بنتها بيشتغل كذا، وعنده شقة فين ومتعلم مين وجايبلها إيه.
وتركتها تخرج شحنة الغضب، كديناصور يحارب بالنار من فمه، كوني أحسست بقليل من الذنب في تحطيم آمالها التي علقتها سنينًا علي، 5 دقائق متواصلة لم تهدأ في الكلام الذي كان أشبه بالصراخ في وجهي، وبعدها بدأت في شرح أسبابي، ويا ليتني ما فعلت، فبعد أن أدركت أمي إني هادمة أحلامها ومخربة رسالتها في الحياة، تصورت أنها "معرفتش تربيني"، وإن ابنتها التي تفتخر بها دوما أصبحت تحمل الآن لقب "صايعة"؛ لمجرد عدم اقتناعها بالزواج، واكتفيت بهذا القدر من الحديث قبل أن تعتقد أمي أني هاربة من العدالة وتقوم بسجني في عشها السعيد.