الأمهات: أبناؤنا فى تحسن مستمر.. والمراكز الخاصة أسعارها نار
أطفال التوحد يتم تعليمهم داخل المركز
أجمعت أمهات الأطفال المصابين بالتوحد على أهمية المركز الجديد فى المطرية، كونه أول مركز متخصص فى علاج هذا النوع من الإعاقة. وأكدت الأمهات أن المركز بمثابة طاقة أمل لأطفالهن، حيث تحسنت حالتهم لدى ذهابهم للعلاج، وأشرن إلى أن جهل المجتمع بمرض التوحد هو التحدى الأكبر وأحد أهم أسباب المعاناة التى يواجهونها مع أطفالهن.«عرفت إن ابنى عنده مرض التوحد من وهو عنده سنة ونص، وكنت أول مرة أسمع عن المرض ده».. بهذه الكلمات بدأت ناهد حسين حديثها لـ«الوطن»، قائلة: «ابنى اسمه حسن سيد، وعنده دلوقتى 3 سنين، ومن سنة ونص لاحظت تغير فى سلوكه، مثلاً كان بيفضل يضرب دماغه فى الحيطة، وياكل فى الشباشب والجزم، وكان سلوكه عنيف جداً، أنا عندى 4 أطفال غيره، بس هو الوحيد اللى كان كده»، وتابعت: «رُحت بيه مستشفى أبوالريش، وفيه دكتورة هناك عملت له اختبار ذكاء، وراحت شخطت فيّا بصوت عالى وقالت لى روحى يا ماما ده ابنك متخلف، ولا كتبت لى على علاج ولا قالت لى أتعامل معاه إزاى، وبعدها وديته حضانة مالقتش فيها أى اهتمام ولا لقيته بيتحسن».
«ناهد»: «نفسى ابنى يعتمد على نفسه ومايحتاجش لحد».. و«نادية»: التحدى الأكبر الذى واجهنى جهل المجتمع بالمرض
وأضافت «ناهد»: «رُحت بابنى مراكز خاصة لعلاج التوحد بس مشكلتها إن مصاريفها عالية جداً وأحياناً كانت بتوصل لـ1000 جنيه فى الجلسة الواحدة وماكنتش قادرة على مصاريفها لحد ما عرفت إنهم افتتحوا أول مركز حكومى للتوحد فى المطرية، وجبت ابنى فيه بعد الافتتاح على طول فى شهر 4 وصحة ابنى جت فيه ولقيت تحسن يوم بعد يوم»، وأكدت ناهد: «بجيبه المركز 3 أيام فى الأسبوع وبدفع 500 جنيه، وهنا بياخد كل يوم أكتر من جلسة زى جلسات التخاطب وتنمية المهارات وبيعملوا لينا كأمهات ورش عمل أسبوعياً عشان يعلمونا نتعامل مع أطفالنا المصابين بالمرض ده إزاى». وأردفت: «ابنى اتحسن كتير عن الأول وبقى أهدا كتير وبيتفاعل معايا أنا واخواته وبيلعب وبيحب يروح المركز كل يوم، وكويس إن الحكومة أخدت الخطوة دى وعملت لينا مركز لأنى اكتشفت إن أطفال التوحد كتير جداً مش شوية، ونفسى إبنى يخف ويقدر يعتمد على نفسه ومايحتاجش لحد».وفى نفس السياق، قالت نادية محمد عبدالحميد، أم لطفل مصاب بالتوحد: «ابنى اسمه حسام وعنده 4 سنين والتحدى الأكبر اللى واجهنى فى هذه الرحلة هو جهل المجتمع بالمرض»، وأضافت: «رحلتى مع حسام بدأت وعمره سنتين تقريباً، ومرض التوحد ماكانش منتشر ولا معروف ليا أصلاً، وحتى الدكاترة كل واحد منهم بكلمة، ولما قرأت وبحثت لقيت إن المنظومة العلاجية فى مصركلها غلط فى غلط، والبرامج هنا بدائية على عكس البرامج العلاجية فى الولايات المتحدة الأمريكية مثلاً. وحتى الآن ناس كتير ماتعرفش يعنى إيه وبيسألونى عن معناه».
وتابعت نادية: «عرفت إن ابنى مش طبيعى لأنه ماكانش بيتفاعل معايا زى اخواته، وأكلمه مايردش عليا، ولا بيسمعنى، فرُحت بيه القصر العينى، قالولى عاوز جلسات تخاطب، وأخدها بس ماجابتش نتيجة، وبعدين دخّلته حضانة دامجة، وبرضو بدون فايدة ورُحت بيه مراكز خاصة للتوحد، بس ماكانوش بيقبلوه وكانوا بيقولولى ابنك هايبر جداً وحركته كتيرة، لحد ما سمعت عن إن بقى فيه مركز حكومى فى المطرية لأطفال التوحد وبجيبه هنا 3 مرات فى الأسبوع على أمل يبقى أحسن».
وأضافت: «عندى طفلين غير حسام، وتقريباً حارماهم من كل حاجة علشان علاجه، هو نمرة واحد عندى، وبوصى الأمهات فى هذه التجربة بألا يهملن أطفالهن وأن يحرصن على علاجهم ومعاملتهم كأطفال طبيعيين لأنهم شديدو الحساسية».
وتشير إلى أن الأب يلعب دوراً كبيراً فى توفير الاستقرار النفسى للطفل المتوحد ومساندة الأم: «الأم لو لوحدها هتموت، الأب والأم لازم يكملوا بعض فى هذه الرحلة، فالمسئولية ليست هينة».
«أميرة»: «ابنى كان بياخد دوا بيعدى الـ2000 جنيه من غير نتيجة.. والحمد لله اتحسن شوية فى المركز وبدأ يتكلم»
من جانبها، قالت أميرة فؤاد، إحدى أمهات الأطفال المصابين بالتوحد، ويتلقى طفلها علاجه داخل مركز المطرية: «ابنى اسمه يوسف محمد إسماعيل، وعنده 8 سنين، واكتشفت أنه عنده مرض التوحد وهو فى عمر سنتين، فكان انتباهه قليل جداً وعنده تشتت وفرط حركة»، وتابعت: «جبته مركز المطرية من شهرين على أمل إنه يتحسن، وقبل كده رُحت مراكز خاصة كتير ومالقتش أى تحسن، ودفعت كتير أوى من أول الدكاترة وكان كشف الدكتور بيعدى الـ500 جنيه، ويكتب لى على دوا بـ2000 جنيه، وكنت باديله جلسات تخاطب بره فى مراكز خاصة بمبالغ عالية على أمل إنه يتحسن، بس ماكنتش بلاقى أى نتيجة». وأضافت: «الحمد لله ابنى اتحسن شوية هنا فى المركز وبدأت ألاحظ نتيجة، تنمية المهارات عنده بقت أحسن وبدأ يتكلم عن الأول ويطلب منى لو عاوز ياكل أو يشرب وبدأ يقدر يعبر عن نفسه، ونفسى يخف أو يتحسن لأنى ماعنديش غيره».