أطباء نفسيون: هناك مليون شخص يعانون من المرض ويحتاجون «لفتة إنسانية»
هبة
أكد أساتذة وأطباء نفسيون أن هناك فرقاً كبيراً بين الإعاقات الذهنية ومرض التوحد بكل أطيافه، لافتين إلى أن المعاق ذهنياً يكون معدل ذكائه أقل من الطبيعى، وهناك مصاب توحد معدل ذكائه أعلى من العادى.
وقالت الدكتورة هبة العيسوى، أستاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس، لـ«الوطن»: «سابقاً، كان التوحد يصنف ضمن الإعاقات العقلية، ولا يمكن أن نتعامل الآن بنفس الطريقة البدائية مع الأطفال المتوحدين»، مشيرة إلى أن كثيراً من مصابى طيف التوحد لديهم مواطن قوة حركية وفنية وحسابية وحصدوا جوائز عالمية ولا يجوز مساواتهم بذوى الإعاقة الذهنية.
ولفتت «هبة» إلى أن النسبة فى مصر تتراوح بين 1 و1.5% من التوحد ومشتقاته، قائلة: «معاناة مليون شخص بالتوحد فى حاجة إلى لفتة إنسانية»، مؤكدة أن كل الأمهات يصبن بالإحباط أثناء تأهيل أبنائهن، ورفض المدارس دمج طفل التوحد مع الأطفال العاديين.
وتابعت: «رغم أن العالم كله ينادى بالدمج فإن هناك بعض مديرى المدارس بمصر بيقولوا للأم خدى ابنك ولما يتحسن ابقى هاتيه»، مشيرة إلى أننا فى حاجة إلى قبول أطفال التوحد بالمدارس، ووجود غرفة مصادر تتعامل مع الأطفال المصابين بالتوحد: «الموضوع ليس معقداً، لكنه فى حاجة إلى تدريب للمدرسين».
وقالت أستاذ الطب النفسى إنه فى حال وجود فرد مصاب بالتوحد أو أى مرض نفسى من الأمراض النفسية المنتشرة فى الأطفال فى أسرة الأم أو الأب، يكون هناك احتمالية إنجاب طفل توحد، موضحة أن المشكلة تتفاقم فى حال قرابة الأم والأب، وتخطى الأب 45 سنة، وتجاوز عمر الأم 35 سنة، مؤكدة أن معظم الأبحاث التى أجريت على مصابى التوحد ثبت تخطى الأب لسن الـ45 عاماً.
«العيسوى»: العالم كله ينادى بالدمج.. ومدارسنا ترفض قبول المصابين
وأكدت أن هناك زيادة فى أطفال التوحد بين أطفال التلقيح الصناعى أعلى من الأطفال الطبيعين، مشيرة إلى أن تحاليل تجرى لتنقية البويضات، ومفتاح العلاج هو الاكتشاف المبكر والتأهيل المكثف لهؤلاء الأطفال.وكشفت أن المؤشرات الأولية مهمة لاكتشاف مرض التوحد، مؤكدة أن هناك أساسيات منها مناداة الأم لطفلها وعدم التفاته لها، وعند استماعه إلى صوت معين أو رتم معين يجرى عليه.
من جانبه، قال الدكتور إبراهيم مجدى، أستاذ الطب النفسى، إن أسباب الإصابة بالتوحد غير معروفة، وليس هناك سبب محدد حتى الآن، مشيراً إلى أن هناك أبحاثاً علمية أثبتت احتمالية تعاطى الأم لأدوية خطأ أثناء الحمل، أو وجود خلل فى نسبة الكالسيوم فى المخ.
وأضاف أن هناك دراسات أخرى أجريت على أن التلوث ونقص الحديد فى الجسم يلعب دوراً فى الإصابة بالتوحد، إلى جانب أن الأطفال المصابين بالأنيميا أكثر عرضة للإصابة بالتوحد.