أزمة هونج كونج مع الصين تتصاعد بعد إلغاء الطيران واتهامات "الإرهاب"
مظاهرات هونج كونج
صعدت الصين من لهجتها إزاء استمرار التظاهرات في إقليم هونج كونج، وسط مظاهرات حاشدة أغلق على إثارها مطار هونج كونج الدولي، وقال مكتب شؤون هونج كونج ومكاو في الصين، أمس، إن هونج كونج تمر الآن "بمرحلة حرجة" بعد الاحتجاجات المناهضة للحكومة المستمرة منذ شهرين، مضيفا أنه يجب أن تتوقف أعمال العنف هناك، فيما وصفت الشركة المظاهرات العنيفة "بالإرهاب".
وألقى يانج قوانج المتحدث باسم مكتب شؤون هونج كونج ومكاو في الصين، كلمة بثها التلفزيون وعبر فيها عن الدعم لأسلوب تعامل الشرطة مع الاحتجاجات وقال إن على من يهتمون بأمر المدينة إعلان رفضهم للعنف.
ودفعت الاحتجاجات التي تزداد عنفا، هونج كونج التي تحكمها الصين إلى أخطر أزمة منذ عقود وشكلت أحد أكبر التحديات الشعبية التي واجهت الرئيس الصيني شي جين بينج، منذ أن تولى السلطة في عام 2012، حسبما ذكرت وكالة الأنباء البريطانية "رويترز".
وبدأت الاحتجاجات اعتراضا على مشروع قانون يسمح بتسليم مشتبه بهم إلى الصين لمحاكمتهم، لكنها اتسعت لتسلط الضوء على شكاوى أخرى وحظيت بدعم كبير. واعتقلت الشرطة أكثر من 600 شخص منذ بدء الاضطرابات قبل أكثر من شهرين، بحسب "رويترز".
وكان الأسبوع الماضي هو الأسبوع العاشر للتوالي لتظاهرات هونج كونج، وبعد شهرين اتسعت مطالب المحتجين إلى إصلاح ديموقراطي ووقف تراجع الحريات، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس".
جاء التصعيد في هونج كونج، أمس، بعدما اختبرت الشرطة قدرات مدفع مياه مستعرضة قوته القادرة على دفع أهداف تجريبية إلى الوراء مسافة تتراوح من 30 إلى 40 مترا، لكنها أثارت انتقادا من منظمة العفو الدولية.
ووقال مان-كي تام مدير شؤون هونج كونج بالمنظمة، في بيان: "مدافع المياه ليست دمية حتى تنشرها شرطة هونج كونج كدليل على القوة... هذه أسلحة قوية عشوائية في الأصل ويمكن أن تسبب إصابات خطيرة أو حتى الوفاة".
ونددت الصين، أمس، بالمتظاهرين العنيفين في هونج كونج الذين قاموا برمي زجاجات حارقة على عناصر الشرطة، واعتبرت بأن في ذلك مؤشرات على "إرهاب".
وقال المتحدث باسم مجلس شؤون هونج كونج وماكاو يانج جوانج، في مؤتمر صحافي في بكين: "استخدم المتظاهرون المتطرفون في هونج كونج مراراً أدوات شديدة الخطورة للهجوم على عناصر الشرطة، ما يشكل أساساً جريمة عنيفة وخطيرة، لكن أيضاً يعدّ أولى المؤشرات على إرهاب متصاعد"، مضيفاً أن هذا "تخطٍ عنيف لحكم القانون والنظام الاجتماعي في هونج كونج".
ورأى المتحدث أن في ذلك "تخطٍ عنيف لحكم القانون والنظام الاجتماعي في هونج كونج".
وجاء تصريح يانج بعد يوم من تحدي آلاف المتظاهرين المؤيدين للديموقراطية تحذيرات السلطات مع نزولهم إلى شوارع المدينة للأسبوع العاشر على التوالي.
وأطلقت شرطة هونج كونج الغاز المسيل للدموع، أمس الأول، على المتظاهرين بعد رفض مطلبهم في الحصول على تصريح للقيام بمسيرة. وركز يانج جوانج على السلوك العنيف لـ"أقلية صغيرة" من المتظاهرين، اعتبر أنها تشكّل "تحدياً خطراً لاستقرار وازدهار هونج كونج".
وبعد شهرين من الأزمة التي انطلقت احتجاجاً على مشروع قانون يسمح بترحيل مطلوبين إلى الصين، اتسعت مطالب حراك الاحتجاجات إلى إصلاح ديموقراطي ووقف تراجع الحريات، حسبما ذكرت "فرنس برس".
ويعدّ ذلك أكبر تحدٍ لسلطة بكين في هذه المدينة شبه المستقلة منذ تسليمها من بريطانيا إلى الصين عام 1997. واستدعى هذا التحدي انتقادات متكررة من الصين التي لم تقم بعد باتخاذ أي إجراء فعلي.
وأعلن مطار هونج كونج إلغاء جميع الرحلات المغادرة والواصلة، أمس، بسبب تظاهرة جارية في محطته الرئيسية، بلغ عدد المشاركين فيها 5 آلاف شخص وفق الشرطة. وفي المطار، ارتدى العديد من المتظاهرين ضمادة على أعينهم تضامناً مع المرأة.
وقالت متظاهرة بالغة 22 عاماً قدمت نفسها باسم عائلتها شان "التظاهرات باتت أكثر خطورة، لكن إذا توقفنا عن التحرك في هذه المرحلة فأن مستقبلنا سيصبح أكثر خطورة وسنخسر حرياتنا".
وأكدت سلطات المطار في بيان "باستثناء الرحلات المغادرة التي انتهى تسجيل دخول المسافرين إليها وتلك الواصلة التي هي في طريقها أصلاً إلى هونج كونج، ألغيت كل الرحلات لبقية هذا اليوم".
والقرار شديد الأهمية بالنسبة لمطار هونج كونج المعروف دولياً بمدى فعاليته، وكان في عام 2018 ثامن مطارات العالم من حيث عدد الزيارات مع 74 مليون مسافر. وتشهد قاعة محطته الرئيسية اعتصاماً منذ يوم الجمعة. واحتشد فيه آلاف المتظاهرين مرتدين اللون الأسود من أجل "استقبال" الزوار وتوعيتهم بشأن الاحتجاجات في هونج كونج، مرددين أغانٍ وشعارات وموزعين منشورات بشأن التظاهرات المؤيدة للديموقراطية التي انطلقت منذ يونيو.
وأكدت شرطة هونج كونج أن عدد المتظاهرين في المطار يبلغ 5 آلاف شخص. وقال المسؤول في قسم العلاقات العامة في الشرطة كونج وينج-شونج في مؤتمر صحفي "المعلومات التي وصلتني قبل القدوم إلى هنا تشير إلى وجود 5 آلاف متظاهر في مبنى محطة المسافرين في المطار".
وجاء في بيان إدارة المطار "تعطلت العمليات في مطار هونج كونج الدولي بشكل كبير بسبب التجمعات العامة في المطار اليوم".
وقالت إن حركة المرور إلى المطار تشهد "ازدحاماً شديداً" ومواقفها الخاصة للسيارات ممتلئة، وتابعت "ننصح الناس بعدم القدوم إلى المطار".
وفرضت هيئة تنظيم الطيران المدني الصينية الجمعة قواعد جديدة على شركة طيران هونج كونج "كاثاي باسيفيك"، تفرض عليها تقديم بيانات عن موظفيها العاملين على متن الرحلات المتوجهة إلى الصين القارية أو العابرة للمجال الجوي الصيني.
وحذرت الشركة موظفيها أمس، بعد ضغط بكين، بأنها قد تفصلهم إذا "دعموا أو شاركوا بالتظاهرات غير القانونية" في المدينة.