رحلة "أفيجان".. من التجارب إلى تخلي اليابان عنه كعلاج لفيروس كورونا
عقار أفيجان- صورة أرشيفية
بعد نحو شهرين من إدراجه ضمن الأدوية المقرر تجربتها لمواجهة فيروس كورونا الجديد، أعلن وزير الصحة الياباني كاتسونوبو كاتو، أنَّ بلاده تخلت عن هدفها المتعلق بالموافقة على عقار أفيجان المضاد للأنفلونزا الذي أنتجته شركة "فوجي فيلم" القابضة، كعقار لعلاج المرضى بفيروس كورونا، وذلك بعدما أظهر تقرير لاختبار سريري مؤقت عدم وجود فاعلية واضحة لهذا العقار.
وقال "كاتو" في مؤتمر صحفي نقلته وكالة الأنباء اليابانية "كيودو": "سنواصل الدراسة والاختبارات السريرية لهذا العقار، اعتبارا من يونيو المقبل، فصاعدا، لا يوجد تغيير في سياستنا للموافقة على الدواء بسرعة في حال جرى تأكّيد فعاليته ضد فيروس كورونا".
ماهو العقار أفيجان؟
العقار هو أفيجان 200 مللي، معروف أيضا باسم "فافيبيرافير"، والشركة المنتجة له يابانية.
ويستخدم أفيجان لعلاج الفيروسات في الأساس وعلى رأسها الأنفلونزا.
متى بدأت التجارب بشأن عقار أفيجان؟
أفيجان تمت الموافقة على تصنيعه وبيعه في اليابان لأول مرة في عام 2014، كدواء مضاد للفيروسات كالانفلونزا، ومكونات أفيجان تمنع انتشار الفيروسات.
في 28 مارس الماضي، وافقت الحكومة اليابانية على استخدامه كإجراء طارئ لعلاج كوفيد -19.
وحقق الدواء نتائجا جيدة في علاج مصابي الفيروس في ووهان.
تم تطوير الدواء من قبل شركة الأدوية "توياما كيميكال" التابعة لـ"فوجي فيلم"، ولفتت الشركة الانتباه العالمي في مارس الماضي عندما تحدث مسؤول صيني عن أن التجارب السريرية للعلاج الجديد تشير إلى فعاليته في علاج كورونا.
في 31 مارس الماضي، أعلنت الشركة اليابانية المصنعة للدواء، بدء مرحلة التجارب السريرية الثالثة على الدواء في اليابان، في خطوة تظهر تسريع وتيرة العمل في الشركة لمحاولة تمرير الدواء وإجازة استخدامه.
أما المرحلة الثانية من التجارب السريرية في الولايات المتحدة، وبحسب تقرير سكاي نيوز العربية، شملت 50 مريضا بفيروس كورونا، وبحسب التقرير فإنها تتم بالتعاون مع مستشفى برمنغهام للنساء في ولاية ألاباما ومستشفى ماساتشوستس العام وكلية الطب بجامعة ماساتشوستس، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز".
وكان من المقرر أن تستمر هذه المرحلة التي يجري فيها تجريب الدواء على عدد محدود من المرضى حتى نهاية يونيو المقبل.
وفي حال ثبتت فعاليته، فكان من المقرر أن يتم الانتقال إلى المرحلة الثالثة والأخيرة من التجارب السريرية.
رحلة أفيجان في مصر
في أبريل الماضي، أعلن الدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أن هناك أبحاثا تجري على عدد من الأدوية اليابانية والصينية، في إطار التجارب التي تجريها المراكز البحثية بشأن التوصل إلى علاج لفيروس كورونا، في إطار جهود الدولة المصرية لمجابهة تفشي المرض.
وقال الدكتور محمد الشناوي مستشار وزير التعليم العالي للاتفاقات والتعاون الدولي، وعضو اللجنة العليا للبحوث الإكلينكية بوزارة التعليم العالي، إنّ لجنة الأخلاقيات وافقت على استخدام دواء أفيجان الياباني المستخدم لمواجهة فيروس كورونا، تمهيدا للانطلاق والبدء بإجراء التجارب السريرية.
وفي 20 أبريل الماضي، قال الدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي، إنَّه تمّ بدء التجارب السريرية على دواء "الأفيجان"، على عدد من المرضى المصابين بكورونا في مستشفيات العزل، مؤكّدًا أنَّ البحث العلمي في مصر يعمل بشكل كبير، مبينًا أنَّ عدد الأبحاث التي أجرتها مصر وتتعلق بفيروس كورونا حققت المركز الأول أفريقيا بعدد الأبحاث عالميًا.
وزير الخارجية الياباني يعلن اعتزام بلاده إرسال العقار لـ43 دولة مجانا
في مطلع مايو الجاري، قال وزير الخارجية الياباني توشيميتسو موتيجي، اليوم، إن اليابان ستقدم عقار أفيجان المضاد للإنفلونزا بالمجان لـ43 دولة من أجل إجراء دراسات سريرية عن مدى فعاليته كعلاج لفيروس كورونا.
وأضاف الوزير الياباني، في تصريحات نقلتها وكالة أنباء "كيودو" اليابانية، أن من المتوقع إرسال العقار بعد انتهاء عطلة الأسبوع الذهبي في اليابان 6 مايو.
وأوضح أن كل دولة ستتلقى كميات من العقار تكفي لعلاج بين 20 و100 شخص لأغراض بحثية، مؤكدًا أن اليابان ستتعاون مع القطاع الخاص والمجتمع الدولي لتطوير علاج لفيروس كورونا.
وبعدها، وفي الشهر نفسه، أعلن وزير الصحة الياباني كاتسونوبو عكس الأمر السابق ذكره، وأعلن أنَّ بلاده تخلت عن هدفها المتعلق بالموافقة هذا الشهر على عقار أفيجان المضاد للإنفلونزا الذي أنتجته شركة "فوجي فيلم" القابضة كعقار لعلاج المرضى بفيروس كورونا، وذلك بعدما أظهر تقرير لاختبار سريري مؤقت عدم وجود فاعلية واضحة لهذا العقار.
مصيره في مصر بعد تصريح الجانب الياباني
قال الدكتور محمد الشناوي، مستشار وزير التعليم العالي للاتفاقيات والتعاون الدولي، وعضو اللجنة العليا للبحوث الإكلينكية بوزارة التعليم العالي، إن اليابان لم توقف العلاج بـ"أفيجان"، ولكنها ما زالت تجري التجارب بشأنه، وكل ما حدث هو عدم التعجل بشأن الموافقة عليه.
وأضاف "الشناوي" في تصريح سابق لـ"الوطن"، أن وزارة التعليم العالي، بدورها، في انتظار نتائج العقار، والمقرر صدورها الأسبوع المقبل، حيث إن الدكتور هاني دبوس، أستاذ الأمراض المعدية والمستوطنة المساعد يجري التجارب حاليا.