مؤتمر أورام الجهاز الهضمي والكبد: التشخيص المبكر يصل بنسبة الشفاء "القولون" إلى 100%
نسبة الإصابة بالأورام فى مصر أصبحت فى تزايد مستمر، فطبقاً للسجل القومى للأورام، فإن مصر تشهد 110 آلاف حالة مصابة بالأروام كل عام، ويحتل سرطان الكبد قائمة نسبة الإصابة بالأورام فى الرجال، وذلك بمعدل ٣٣٪، ويليه سرطان المثانة البولية، ثم سرطان الرئة ثم سرطان الجهاز الهضمى، أما فى السيدات فيحتل سرطان الثدى المرتبة الأولى وذلك بمعدل 37% ثم سرطان الكبد ثم سرطان الغدد الليمفاوية، أما سرطان الجهاز الهضمى فيأتى فى المرحلة الرابعة من حيث نسبة الإصابة، هذا ما صرح به د. حسين خالد، أستاذ طب الأورام كلية طب جامعة القاهرة، وزير التعليم العالى سابقاً، أثناء حضوره المؤتمر الدولى الثالث لأورام الجهاز الهضمى والكبد.[FirstQuote]
يقول د. هشام الغزالى، أستاذ علاج الأورام والجهاز الهضمى، كلية طب جامعة عين شمس، إن مؤتمر هذا العام شمل حوالى 40 محاضرة علمية و40 بحثاً علمياً، فضلاً عن إقامة 3 ورش عمل متخصصة هدفت إلى تدريب شباب الأطباء على أحدث الطرق العلاجية، وأضاف «الغزالى» سكرتير عام المؤتمر، أن المؤتمر ناقش أحدث طرق علاج أورام القولون والمستقيم، وكيفية تقليص حجم الورم قبل إجراء العمليات الجراحية، وذلك لتقليل إمكانية عمل التحويل الجراحى للإخراج والمحافظة على الإخراج بصورة طبيعية. ويطمئن «الغزالى» المرضى، حيث يؤكد أن نسب الشفاء العالمية فى أورام القولون المنتشرة فى ارتفاع مستمر، نظراً لحدوث تطور هائل فى العلاجات الموجهة من خلال استخدام الأشعة التداخلية فى علاج ثانويات الأورام. وعن دور الكشف المبكر فى علاج الأورام، تقول د. هبة الظواهرى أستاذ ورئيس قسم علاج الأورام بالمعهد القومى للأورام، إن التشخيص المبكر واكتشاف الإصابة بالأورام فى المراحل الأولية من الإصابة يساهمان فى العلاج والشفاء من المرض بنسبة كبيرة، حيث تصل نسب الشفاء فى أورام القولون والكبد والبنكرياس، فى المراحل الأولية، إلى 100% إذا تم اكتشافها مبكراً، وأضافت «الظواهرى» أنه يجب تغيير الصورة النمطية للسرطان، فهو ليس كما يعتقده البعض وكما يصوره الإعلام بالمرض الخطير المرعب الذى لا يتم الشفاء منه، بل هو فى الحقيقة على عكس ذلك مرض كبقية الأمراض يمكن علاجه والشفاء منه تماماً.[SecondQuote]
وأوضحت «الظواهرى» أن أعراض سرطان القولون والمستقيم تتمثل فى حدوث تغيير فى نشاط الأمعاء الاعتيادى، يتمثل فى حدوث إسهال أو إمساك أو تغييرات فى منظر البراز تستمر لفترة تزيد على أسبوعين، ووجود دم فى البراز، والشعور بمغص شديد دائم. وتنصح «الظواهرى» بضرورة استشارة الطبيب فوراً عند وجود أى من هذه الأعراض وإقامة المنظار للتأكد من الإصابة أو عدمها. أما عن أورام الكبد، فيقول د. محمود المتينى، أستاذ جراحة وزراعة الكبد كلية طب عين شمس، إن علاج أورام الكبد أصبح الآن يعتمد على ما يسمى «البروتوكول العلاجى المتعدد» أى تنفيذ برنامج علاجى يحتوى على أكثر من تخصص، ليكون علاجاً شاملاً للمرضى ويشمل الجراحة والأشعة التداخلية والعلاج الكيميائى والعلاج الموجه. وأوضح «المتينى» رئيس المؤتمر، أن هذا البروتوكول العلاجى يختلف من مريض لآخر، أى أن كلا حسب حالته، ويختلف البروتوكول أيضاً من حيث ترتيبه ومراحله، فمثلاً قد يسبق الجراحة العلاج الكيميائى والأشعة التداخلية والعلاج الموجه، وقد يليه كل ذلك أو العكس، وحالة المريض هى التى تحدد أسلوب العلاج، فضلاً عن العمر ونسبة انتشار الورم فى الجسم وحجم وأماكن وجوده وانتشاره، مثل وجوده فى فص واحد من الكبد أو فى فصين، ويتحكم أيضاً فى ذلك ما إذا كان الورم أولياً أم ثانوياً، ولهذا يتم إجراء اجتماع أسبوعى للفريق العلاجى لوضع البرنامج العلاجى وتنفيذ مراحله ومراقبة نتائج كل مرحلة. وعن دور الأشعة التداخلية فى علاج أورام الكبد، يقول د. أسامة حتة، أستاذ الأشعة التداخلية كلية طب عين شمس، إن الأشعة التداخلية تلعب دوراً كبيراً فى علاج أورام الكبد الأولية والثانوية، حيث يمكن علاج الأورام بدلاً من استئصالها، وذلك إما عن طريق كيها بالتردد الحرارى أو من خلال الميكروويف، حيث يتم تحديد الورم من خلال الموجات الصوتية ثم توجيه إبرة التردد الحرارى أو الميكروويف، فتؤدى إلى ارتفاع درجة حرارة الورم إلى 60 درجة مئوية وبالتالى يتم تدمير خلايا الورم فى فترة قليلة جداً لا تتجاور الـ30 دقيقة، وذلك دون إجراء أى فتحات جراحية، حيث إن ذلك يتم من خلال فتحات دقيقة جداً غير جراحية بمساعدة الأشعة والموجات الصوتية.[ThirdQuote]
وأكد «حتة» أنه قديماً كان يوجد علاج واحد للأورام وهو الجراحة، أما الآن فمع الأشعة التداخلية أصبحت هناك وسيلة جديدة لعلاج الأورام، وهى تمثل طفرة وتعد مفيدة جداً، لأنها تناسب الحالات التى يتعذر معها إجراء الجراحة، فعلى سبيل المثال توجد حالات يكون الكبد فيها فى حالة متأخرة جداً وبالتالى لا تتحمل الحالة الجراحة، وهنا الأشعة التداخلية تصبح بديلاً مثالياً، وهناك أيضاً حالات يكون فيها الورم فى مكان يصعب استئصاله من خلال الجراحة وهنا أيضاً يكون البديل الأمثل الأشعة التداخلية.
وأوضح «حتة» أن التردد الحرارى بالميكروويف تتم الاستعانة به إذا كان حجم الورم 5 سم أو أقل، أما إذا كان حجم الورم أكبر من ذلك فيمكن علاجه من خلال القسطرة، حيث يتم إدخالها عن طريق فتحة دقيقة فى الفخذ لتصل إلى شريان البطن ومنها إلى شريان الكبد ثم يتم رسم خريطة لشريان الكبد لتحديد الشرايين المغذية للورم، ثم توجيه القسطرة إلى تلك الشرايين تحت الأشعة، ثم يتم حقن دواء كيميائى داخل الورم. وأضاف «حتة» أنه توجد تقنية حديثة ظهرت فى السنوات الأخيرة وهى تعتمد على حقن جسيمات دقيقة متناهية الصغر تقوم بإطلاق أشعات محدودة المدى يتم حقنها داخل الورم من خلال القسطرة، وتؤدى إلى تدمير الورم بالكامل، ويتم استخدام هذه التقنية فى الحالات التى يكون فيها الورم متشعباً وممتداً إلى أفرع الوريد البابى والتى كان لا يمكن علاجها من قبل.
ويوجه الأطباء نصائح عامة للوقاية من الإصابة من أورام القولون والمستقيم، فيقول «الغزالى» إنه يجب على من له تاريخ عائلى مرضى أن يقوم بعمل منظار للقولون كل عامين، لأن من له تاريخ مرضى هو أكثر عرضة من غيره للإصابة بالمرض، كما يجب على كل من يعانى من اضطرابات فى القولون لمدة تزيد على الشهر أن يذهب فوراً لاستشارة الطبيب.