جيران الأم وطفليها ضحايا مذبحة شبرا يثيرون الشبهات حول شقيقها الأكبر
أهالي "الجبلاوي": الضحية كانت في حالها ومزاعم سوء سلوكها غير صحيحة
المنزل موقع مذبحة شبرا
كشف أهالي منطقة "محطة هاميس"، التابعة لعزبة "الجبلاوي"، بدائرة قسم شرطة ثاني شبرا الخيمة، في محافظة القليوبية، عن تفاصيل جديدة، اليوم الخميس، في واقعة قيام سائق "توك توك" بذبح شقيقته وطفليها، مدعياً سوء سلوكها، وأنه أقدم على التخلص منها بسبب كلام الجيران عنها وعن علاقاتها المشبوهة.
وأكد عدد من جيران المجني عليها أن "هذا الكلام عار تماماً من الصحة، ولا يمت للحقيقة بصلة"، ووصفوا القتيلة بأنها "كانت في منتهي الأدب"، وتعيش مع شقيقيها حياةً بائسة، بسبب تحكمهما في حياتها وحبسها معظم الوقت في غرفة مع طفليها، اللذين كانت تصرف عليهما من خلال بيع البلاستيك وأعمال التطريز.
واتهم الأهالي شقيقي المجني عليها باختلاق قصة سوء السلوك، لتبرير الجريمة، متهمين الشقيق الأكبر بالتورط في الواقعة، رغم عدم اتهامه رسمياً من قبل أجهزة الأمن، مطالبين بعدم دخوله للمنطقة والعيش وسطهم، لأنه في نظرهم هو العقل المدبر لهذه الجريمة، مشيرين إلى أنه وشقيقه المحبوس على ذمة القضية، كانا قبل اكتشاف الواقعة بنحو 10 دقائق، يقفان في الشارع، وصعداً إلى الشقة فجأة، وبدأ الصراخ والإعلان عن اكتشاف الجريمة، حيث دخل الأهالي ليجدا الأم وابنها مذبوحين داخل الشقة، بينما اختفى الطفل الثاني، الذي تبين أنه ذبح هو الآخر، وتم التخلص من جثته بإلقائها في ترعة الإسماعيلية، لتضليل رجال المباحث.
أحد الجيران طلب من "الوطن" عدم ذكر اسمه، أكد أن "ما حدث تفكير شيطاني"، متهماً الأخ الأكبر للقتيلة بالتورط في الجريمة، إلى جانب شقيقه المحبوس، وأشار إلى أن روايته بأنه كان في عمله وقت الحادث غير صحيحة، كما أكد أن المجني عليها "كانت في منتهى الأدب، وذاقت الذل من زوجيها"، حيث تزوجت مرتين بناءً على رغبة شقيقيها، وكان أحدهما يشاركهما في تعاطي المخدرات، وأضاف أن "العزبة كلها تشهد على أنها كانت محترمة ولا غبار عليها، وكانت بتتكسف تلقي السلام على أحد في الشارع، وكل ما يدعيه شقيقاها مجرد أكاذيب".
واعتبر أحد الجيران أن دافع الأخ الأكبر، من وراء ما وصفها بـ"خطة شيطانية"، هو التخلص من شقيقته وطفليها، إضافة إلى شقيقه الأصغر، حتى يستولى على الشقة، لافتاً إلى أن ما يعرفه الأهالي عن الشقيق الأصغر أنه "غير متزن"، ويقوم باللعب مع الأطفال في الشارع، ويشاركهم اللعب بالطائرات الورقية، وتابع متسائلاً: "كيف يمكن لشخص بهذه العقلية أن يرتكب هذه الجريمة، ويخطط لها بهذا الذكاء؟"، وطالب بمنع الشقيق الأكبر من دخول المنطقة.
وأوضح الجار أن القتيلة عاشت أياماً صعبة في زيجتها الأولى، حيث كانت مازالت طفلة في عمر 17 سنة، عندما أجبرها شقيقها على الزواج من مدمن للمخدرات، كما أن الزيجة الثانية كانت أيضاً كثيرة المشاكل، وجرى طلاقها في المرتين، لتعيش حياة بائسة مع شقيقيها منذ عام 2016، حيث كانا يعاملانها وطفليها بطريقة غير آدمية.
وكان مدير أمن القليوبية، اللواء فخر الدين العربي، قد تلقى إخطاراً من مأمور قسم شرطة ثاني شبرا الخيمة، بورود بلاغ بالعثور على جثة ربة منزل وطفلها، 5 سنوات، مقتولين بناحية "عزبة الجبلاوي"، دائرة القسم.
انتقل اللواء حاتم حداد مدير إدارة البحث الجنائي، والمقدم حازم الخيال رئيس مباحث قسم ثان شبرا الخيمة، إلى موقع الحادث، وجرت معاينة الشقة محل الواقعة والتحفظ على جثث المجني عليهما، وهم ربة منزل، تُدعى "تيسير ج."، 26 سنة، مطلقة، ربة منزل، وطفلها "مازن"، 5 سنوات.
ودلت التحريات على أن مرتكب الواقعة شقيق المجني عليها، ويُدعى "محمد ج."، 21 سنة، سائق "توك توك"، يقيم بنفس المنزل، وتم ضبط المتهم وعرضه على النيابة العامة، التي بدأت بمباشرة التحقيق في الواقعة، واستكمال الإجراءات القانونية.
وأدلى المتهم باعترافات تفصيلية أكد فيها قيامه بقتل شقيقته وطفليها "مازن" و"سيف"، والتخلص من جثة أحد الطفلين بإلقائها في ترعة الإسماعيلية، وبرر جريمته بسبب سوء سلوك شقيقته.
وقال المتهم، في تحقيقات النيابة، إن شقيقته سبق لها الزواج مرتين، ولكن زواجها لم يستمر طويلاً، بسبب سوء سلوكها، وبدأ الجيران يخوضون في سمعتها، مشيراً إلى أنه لم يتحمل معايرتهم له، قائلاً: " قررت أغسل عاري بإيدي".
وأوضح أنه انتظر حتى غادر شقيقه المنزل، قبل أن يقوم بمهاجمة شقيقته في شقتها، حيث قام بخنقها وكتم أنفاسها حتى فقدت وعيها، ثم قام بذبحها وطفليها، ووضع جثة أحدهما في جوال، وضعه في مركبة "توك توك" خاصة بأحد أصدقائه، وألقاه في ترعة الإسماعيلية.
وأضاف أنه حاول تضليل الأجهزة الأمنية، من خلال التخلص من جثة أحد الطفلين في الترعة، بينما ترك جثتي شقيقته وطفلها الآخر في الشقة، لإظهار الجريمة على أنها بدافع الخطف، إلا أن رجال المباحث تمكنوا من كشف غموض الجريمة، وإلقاء القبض عليه، وادعى أنه ارتكب جريمته "انتقاماً لشرفه".