حال كل سيناوى من حال «همام»: «إمبارح فى بيوتنا.. والنهارده فى العراء»
لم يكن «همام محمد» يعلم أن منزله الواقع على بعد أمتار قليلة من معبر رفح، سيضحى ركاماً بعد ساعات، فبمجرد أن خلد إلى نومه فى إحدى الليالى الباردة، أفاق على صوت غرباء فى منزله يفحصونه، موجهين له تعليمات بإخلائه فى غضون ساعات، الأمر الذى استقبله الشاب العشرينى بالصدمة والاستهجان. لحظة عابرة أمضاها «همام» لاستيعاب الموقف، قبل السؤال «طب اعطوا لنا فرصة نجهز حالنا»، لم تكن الإجابة المرضية التى تمناها «مفيش وقت، الإخلاء قبل الخامسة مساء، وإلا سيتم جرف المنزل أمام عيونكم»، الموقف الذى عاشه وسط صرخات ونواح من سيدات وأطفال لأسر من جيرانه كانوا يظنون أن جدران منازلهم ستشهد أياماً جديدة فى حياتهم، لكن الواقع الذى جعلهم يقاومون إرهاباً سنوات طويلة ماضية قال كلمته بالرحيل سنوات أخرى مقبلة، بحسب الشاب العشرينى، «يرضى مين إمبارح نايمين فى أمان الله فى بيوتنا والنهارده مش عارفين نروح فين»؟!». حال والد «همام» لا يفرق كثيراً عن مشهد محمد أبوسويلم فى فيلم الأرض، فيداه مغلولة ورغم ذلك لا يقبل عن منزله بديلاً، «هو اللى بيتهجّر من بيته، بيرجع له تانى، لو أعطوا لى أموال الدنيا مش هقبلها»، ويضيف: «زمان كان السكن جنب الحدود، ده مخاطرة منه، ومع ذلك بنينا بيوتنا من 40 سنة، وتحملنا الإرهاب، والقتل والدمار، دلوقت إحنا بنتحمل عواقب أننا ساعدنا البلد».