شارع الحكايات.. «حارة اليهود» من أكبر سوق صرافة لبيع لعب الأطفال
زقاق حارة اليهود
«حارة اليهود»، من بين أقدم المناطق الكائنة بوسط القاهرة، يوحي اسمها بالحياة البسيطة في الحواري والأزقة الضيقة، بينما تضم المنطقة عددا كبيرا من الدروب والممرات المتشابكة ببعضها في شكل يشبه المتاهة، يضل الزائر طريقه بداخلها إذا كانت زيارته هي الأولى، ويصبح الخروج منها صعبًا دون مساعدة من سكان الحارة.
الوصول إلى «حارة اليهود»، مثل الخروج منها له أكثر من طريقة، بينها شارع الموسكي باتجاه حي الحسين، وبعده بخطوات من ناحية مقام «أم الغلام»، فضلا عن مدخل آخر من ناحية شارع الأزهر، أو عن طريق باب الشعرية، وكذلك «الخرنفش»، المتفرع من شارع المعز، بينما تقود طرقات منطقة الجمالية لتلك الحارة القديمة بأكثر من طريقة.
زقاق «حارة اليهود»
360 «زقة» وممر تضمها الحارة من بينها ما لا يزيد عرضه عن متر واحد، وتنقسم إلى نحو 23 حارة كبيرة، بحسب ما رواه «أبو مينا»، أحد السكان القدامى بالمنطقة، الذي رافق «الوطن» في جولتها بالحارة وممراتها ودروبها الصغيرة ذات التاريخ الطويل، والقصص الكثيرة.
لعل سبب تسمية «حارة اليهود» بهذا الاسم معروف لدى الكثيرين، إذ قطنها أصحاب الديانة اليهودية في مصر، ومارسوا التجارة والبيع والشراء عبر المحلات الكائنة بشوارع الحارة، قبل أن يبيعوا أملاكهم بعد حرب 1948، ويبدأوا الهجرة أسرة تلو الأخرى لأوروبا ودول الغرب.
التجارة في «حارة اليهود»
زقاقات مرتفعة ومنخفضات وممرات بالكاد تتسع لمرور شخص واحد، وبضائع على اليمين واليسار، وملابس معلقة أعلى رؤوس المارة، وأصوات أغاني رمضان وخيوط زينة معلقة.. تلك المظاهر تعيشها «حارة اليهود» في شهر رمضان المبارك، إذ تقسم الحواري لتخصصات «ملابس، مفروشات، إكسسوارات، ألعاب أطفال وذهب صيني».
أنشطة أزقة «حارة اليهود»، تغيرت بعد خروج سكانها الأصليين وبيع محلاتهم، بحسب ما ذكره أبناء المنطقة الحاليين، إذ كانت «حارة المصريين» التي تعتبر حاليًا سوقًا لبيع الذهب الصيني «بورصة الدجاج»، قديمًا خلال إقامة اليهود بها، على عكس «سوق الصيارفة».
أنشطة مختلفة
أما منطقة الـ7 قاعات البحرية عُرفت قديمًا بسباكة المعادن، بينما تمتلئ الآن بمحلات بيع الملابس الجاهزة «حريمي، رجالي وأطفال» بسعر الجملة، وكذلك «درب الكتاب»، التي كانت مكانا لعمل المحاسبين اليهود، وتحولت بعد هجرتهم إلى سوق لبيع ألعاب الأطفال والميك أب.
عاش اليهود داخل حارتهم في قلب القاهرة بتقاليدهم وعاداتهم يؤدون طقوسهم الدينية في نحو 8 معابد داخل «حارة اليهود»، أشهرها كانت «موسى، هرمبان»، قبل أن تخرج «ماري» آخر يهودية من الحارة لتقضي أيامها الأخيرة بإحدى مستشفيات القاهرة، وتنتهي قصة اليهود بحارتهم التي عاشوا فيها لسنوات طويلة، لكن يبقى أثرهم على جدران بعض المنازل والمباني الكائنة حتى الآن.