بروفايل| محسن شعلان رحيل "القط الأسود"
فنان مبدع ورجل بسيط تميزه نظارة طبية دائرية تجد طريقها حول عيني فنان امتلكتا رؤية خاصة، واسم احتل أخبار الساحة الثقافية والسياسية لما يقترب من 3 سنوات عقب حادثة هي الأبرز من نوعها في الوسط الثقافي، ليرحل بعدها بعد أن أنهكه قلبه فلم يستطع أن يتحمل أزمة صحية مفاجأة ومؤلمة.
محسن شعلان، اسم ارتبط بلوحة "زهرة الخشخاش" التي سُرِقت من متحف محمود خليل، فكان يشغل الفنان وقتها منصب وكيل أول وزارة الثقافة، ورئيس قطاع الفنون التشكيلية في عهد وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني، ليواجه حكمًا بالسجن لمدة سنة بتهمة التقصير والإهمال والإخلال بمهامه الوظيفية.
وروى "شعلان" أن خبر سرقة اللوحة وقع عليه كالصاعقة، مؤكدًا أن فترة حبسه مرت عليه بمنتهى الصعوبة رسم فيها 50 لوحة ونام على البلاط بين الصراصير ودخل في وصلة بكاء مثل الأطفال، ليسدد بعد خروجه الاتهامات يمينًا ويسارًا لوزير الثقافة تارة ولزوجة الرئيس حسني مبارك تارة أخرى خصوصًا بعد حالة الغموض التي أحاطت بعودة اللوحة المسروقة مرة أخرى ليردد في قفص الاتهام أكثر من مرة "أنا كبش فداء لفاروق حسني".
بدأ التدرج في الحياة الفنية منذ حصوله على بكالوريوس الفنون والتربية عام 1974، فيواجه كل ما يواجه فنان شاب في بداية حياته، ليثبت بعد ذلك نجاحه وتميزه من خلال أعمال فنية أضاءت عدد كبير من المعارض الجماعية والفردية، يحول من خلالها الحياة ويجسدها في خطوط وألوان، وأخذ يتدرج بعدها في المناصب الإدارية كرئيس الإدارة المركزية للخدمات الفنية للمتاحف والمعارض، حتى وصوله إلى منصب وكيل أول لوزارة الثقافة والمسؤول عن قطاع الفن التشكيلي.
ميوله الفنية ذات الطابع المصري في التعبير، أهّلته للحصول على العديد من الجوائز والتكريميات بمصر والخارج، ويقتني أعماله كثير من الهيئات والمؤسسات والأفراد بمصر والعديد من دول العالم.
لم يستطع الفنان أن يحتمل ما مر به خلال ثلاث سنوات جاوزت عقد الستين ليكون "تجربة سجن القط الأسود" آخر معرض للفنان الراحل يضم فيه أكثر من 120 لوحة جسدت تجربة السجن المظلمة بالنسبة له، فيقول عن المعرض "رسمت بمشاعر مقهورة غير عابئ بشح الأدوات وشح نسائم الحرية فالزنزانة اصبحت مرسمي ورفاق من المساجين هم جمهوري وأبطال لوحاتي ظللت أرسم وكأنها حالة التشبث بالحرية".
ألوان حية، تروي معانته في غيابه لتكون أكثر قدرة على التعبير، فبعد الرحيل لم يتبق منه سوى اسم مرتبط بتساؤلات عديدة وقاعة باسمه في متحف الفن المصري الحديث.