مشروعات عملاقة في الصناعة والزراعة والنقل والطاقة: تنمية «صديقة للبيئة»
الدولة وضعت خطة زراعية تتماشى مع تغيرات المناخ
وعت الحكومة المصرية خطورة ما يواجه الأرض وحرصت فى خضم جهود بناء الجمهورية الجديدة على الحد من غازات الاحتباس الحرارى وحماية المصريين من آثار تغير المناخ فى مجالات المواجهة والتكيف وإدارة المياه والزراعة والطاقة وحماية الشواطئ والصناعة وإدارة المخلفات والنقل، ورغم أن نسبة مساهمة مصر فى انبعاثات غازات الدفيئة لا يتجاوز 4% من الإجمالى عالمياً، إلا أن الحكومة تحركت مبكراً لتنفيذ برنامج ضخم يضم عدداً من إجراءات للتخفيف من الانبعاثات.
«مراد»: مشروعات الطرق خفضت استهلاك الوقود وانبعاثات «الغازات الدفيئة» بنسبة 30%
وقال الدكتور مصطفى مراد، رئيس إدارة نوعية الهواء بوزارة البيئة، لـ«الوطن»: شرعت مصر فى إنشاء شبكة طرق ضخمة وحتى مطلع العام الجارى وصل إجمالى ما تم إنشاؤه من الطرق الجديدة المطابقة للمعايير الدولية 7000كم، علاوة على ذلك تم تطوير 5000كم من الطرق الحالية والانتهاء من بناء 756 جسراً، حيث ساعدت شبكة الطرق الجديدة وجسور المدينة فى زيادة متوسط سرعة المركبات، وبالتالى تقليل وقت الرحلة بنسبة 25٪، وبالتالى خفض استهلاك الوقود وانبعاثات غازات الدفيئة بنسبة 30٪ فى المناطق المزدحمة.
«كمال»: ننفذ مشروعات للاعتماد على الغاز الطبيعى والتوسع في تطبيقات الطاقة المتجددة
وقال المهندس أحمد كمال، المدير التنفيذى لمكتب الالتزام البيئى باتحاد الصناعات: «على صعيد الصناعة وهى من أهم أسباب التغيرات المناخية على المستوى العالمى، اتخذت مصر خطوات جادة نحو التحرك لثورة صناعية ثالثة، تركز على الاستخدام الفعال للموارد بشكل صديق للمناخ، والاعتماد على أنظمة الطاقة الذكية وإدارة الموارد المتكاملة، وللحد من انبعاثات الكربون والمساهمة فى جهود مصر فى مكافحة تغير المناخ، يقوم قطاع الصناعة بتنفيذ مشاريع تبديل الوقود من النفط الثقيل إلى الغاز الطبيعى، وتدابير كفاءة الطاقة وكذلك التوسع فى استخدام تطبيقات الطاقة المتجددة الصغيرة.
وفيما يخص الزراعة قال الدكتور سيد خليفة نقيب الزراعيين: الزراعة هى عنصر رئيسى فى الاقتصاد حيث تسهم بحوالى 11.3٪ من الناتج المحلى الإجمالى لمصر، وتمثل أكثر من 30% من جميع الوظائف و55٪ من العمالة فى الصعيد، واهتمت الدولة بهذا القطاع ومواجهة التغيرات المناخية التى تشكل تهديدات إضافية للإنتاجية ومع ازدياد درجات الحرارة التى تؤثر على غلة المحاصيل والمحاصيل التقليدية، لذا شرعت مصر فى الاستثمار فى أنماط المحاصيل المتغيرة مع أنواع المحاصيل الجديدة التى تتحمل الحرارة ونقص المياه وزيادة الملوحة، حيث تم العمل مع المزارعين على التأسيس لنظم الإنذار المبكر لصغار المزارعين للتخفيف من آثار الظواهر الجوية المتطرفة، والتحول إلى الزراعة المحمية والرى الحديث وأنظمة تقليل استهلاك المياه وزيادة الدخل عن طريق تقليل الخسائر مع إضافة قيمة للمنتجات الزراعية من خلال أنشطة ما بعد الحصاد.
وقالت الدكتورة هند فروح، مدير مشروع نظم الطاقة الشمسية التابع للبرنامج الإنمائى للأمم المتحدة لـ«الوطن»: إن هناك توسعاً فى الاعتماد على وحدات أنظمة الكهروضوئية الصغيرة المتصلة بالشبكة، التى ينفذها برنامج الأمم المتحدة الإنمائى ووزارة التجارة والصناعة وبتمويل من مرفق البيئة العالمية، وهو مشروع يركز على تطوير أنظمة كهروضوئية صغيرة النطاق لا مركزية ومتصلة بشبكات الطاقة الشمسية على نطاق صغير مثل المدارس والمنازل والمشروعات الصغيرة. وتابعت قائلة: يمكن رؤية محطات الطاقة اليوم فى المدن على أسطح المدارس ومحلات السوبر ماركت ومواقف السيارات والفنادق والمبانى الحكومية، وهو واحد من أهم المشروعات القومية التى تتوسع الدولة فى الاعتماد عليها، وفازت مصر به بجائزة معهد الطاقة البريطانى لفئة الكربون المنخفض فى عام 2020.
وأوضحت «فروح» أن هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة اعتمدت 270 شركة لتركيب الخلايا الشمسية، وهذه الشركات تضمن للعميل خدمة ما بعد البيع وضمان المحطة يصل على الأقل إلى 5 سنوات. وأضافت: من المشاريع المهمة الأخرى المعتمدة على الطاقة الشمسية مشروع الرى بالطاقة الشمسية والذى يسهم بشكل كبير فى تقليل فاقد المياه الناتج عن طريق التبخر فى القنوات، مما يوفر مصدر طاقة أكثر استدامة للرى وتقليل التأثير السلبى على البيئة وتلوث التربة من انسكابات الديزل وانبعاثات غازات الاحتباس الحرارى. وتابعت: المشروع نتاج مباشر لشراكة بين برنامج الأغذية العالمى مع وزارة الزراعة ويحقق أرباحاً مضاعفة للمزارعين، حيث توفر أنظمة الرى التى تعمل بالطاقة الشمسية بديلاً نظيفاً للوقود الأحفورى وتمكن من تطوير الزراعة منخفضة الكربون، وخفض تكاليف الرى لما له من تأثير مباشر على الإنتاجية الزراعية وزيادة الإيرادات، ويوفر المشروع مساحات لوضع وحدات الطاقة الشمسية على جوانب الترع والقنوات المائية لاستخدامها فى إدارة ماكينات الرى، ما يحقق عوائد للمزارعين وتحافظ على البيئة.