الرحلة المقدّسة.. «مريم والمسيح» على أرض السلام (ملف خاص)
الكنيسة العذراء
قبل نحو ألفى عام، شقت مريم العذراء الطريق إلى مصر بصحبة نجلها الوليد، ومعهما يوسف النجار؛ هرباً من البطش والملاحقة.. رحلة بدأت بعد حلم رآه يوسف النجار، ظهر فيه ملاك الرب يطالبه بالرحيل إلى مصر، تحدث إنجيل «متّى» قائلاً «خذ الصبى وأمه واهرب إلى مصر»، قام وأخذ الصبى وأمه ليلاً وانصرف إلى مصر وظل بها حتى وفاة «هيرودس» ملك يهودا والسامرة، فى زمن ولادة السيد المسيح.
3 سنوات و6 أشهر، هى المدة التى قضاها «كلمة الله» فى مصر بصحبة أمه السيدة البتول، طافوا خلالها عدة مناطق فى مصر، لتصبح هذه الرحلة التاريخية إرثاً روحياً وتراثياً يتلمس أثره محبو المسيح حول العالم، ولتشهد مصر تاريخاً مضيئاً لرحلة استثنائية فى تاريخ البشرية، رحلة معاناة ملأت الأرض جمالاً وبركة.
«25» نقطة تشمل المسار المقدس لتلك الرحلة المباركة، والتى بدأت من سيناء حتى أسيوط، ثم الرجوع إلى أورشليم «القدس» فى فلسطين، كان اختيار مصر لتلك الرحلة مليئاً بالمعانى المهمة حول تلك الأرض المباركة وشعبها ومدى ارتباط ذلك بالشعور بالأمان والكرم، فقدم المصريون للأسرة المقدسة الحماية والمَلاذ، وعلى أرضها عاش «روح الله»، قسماً كبيراً من طفولته، وبها تأسّسَت الكنيسة القبطية بالإسكندرية، وهى واحدة من أقدم الكنائس فى التاريخ، وتُعرَف بكنيسة مرقس الرسول، أو الكرازة المرقسية، وهو أحد تلاميذ المسيح، وأحد الرُّسُل السّبعين، ويحمل اسمه «إنجيل مرقس».
احتفاء شعبى على مستوى محافظات الجمهورية بتلك الرحلة والتى تحل ذكراها اليوم، احتفالات تشمل فلكلوراً شعبياً وطقوساً دينية، أما على المستوى الرسمى، فهناك توجيهات رئاسية بالتطوير الشامل للمسار المقدس، ويشمل ذلك ترميماً معمارياً للكنائس وتأهيلاً للأديرة، خاصة بعد توثيق احتفالات الرحلة على قائمة «اليونيسكو» ضمن التراث غير المادى، وسط تأييد دولى واسع، حيث وصفت صحف العالم مصر بـ«القدس الثانية» بفضل مسار العائلة المقدسة.