زيادة عدد السكان.. "ثقافة مجتمعية" لا تتأثر بالإرهاب وانقطاع الكهرباء
إرهاب، انقطاع كهرباء، انفجارات، أزمات، شهداء.. أحداث متتالية مرت على البلاد طوال 4 سنوات عقب تنحي الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك عن الحكم، شهد عقبها الشعب مشاهدًا حفرت بداخله، إلا أن ذلك كله لم يؤثر على النسل والزيادة السكانية، التي ازدادت خلال 6 أشهر فقط مليون نسمة، ووصل عدد السكان إلى 88 مليون.
زيادة أعداد السكان لا علاقة لها بالأحداث التي تمر بها البلاد، وإنما تتم بشكل دوري، حيث أن الإنجاب ثقافة مجتمعية، وكثرة عدد الأبناء بحجة أن "العيال عزوة" هو فكر مصري مترسخ منذ القدم، بحسب ما أكدته الدكتورة منال زكريا، أستاذ علم النفس.
وتابعت زكريا، في تصريحات لـ"الوطن"، أن زيادة عدد الأبناء والزواج والولادة المبكرة أحد أهم أسباب ارتفاع عدد السكان في مصر، مؤكدة أنها تبتعد عن الأحداث التي تشهدها البلاد أو انقطاع الكهرباء أو المستوى المادي للأسر، وموضحة أنه يزيد عدد الأطفال في الأسر الفقيرة بينما يقل في الغنية.
وقالت منار، إنه لحل تلك الأزمة يجب على الدولة نشر الوعي في الإعلام والمدارس بتنظيم الأسرة، وأهمية رعاية تربية الأطفال فضلًا عن زيادتهم، ما يتطلب تغيير الثقافة المجتمعية السائدة طوال الفترات السابقة.
وأوضحت الدكتورة هبة العيسوي، أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس، أنه كلما ازداد الشعور بالقلق لدى المصريين يزداد الاحتياج للشعور بالأمان، وهو ما يجده الآباء والأمهات في كثرة عدد الأطفال، دون الاهتمام بالحالة المادية للأسرة.
"كثرة الإنجاب تعتبر نوعا من الاغتراب الذي تشعر به الشخصية المصرية"، بهذه الكلمات أشارت العيسوي إلى أسباب تلك الزيادة، فضلًا عن انعكاس هذا لحالة التواكل التي يشعر بها الشخص حين يعتبر أنه لا قيمة له، وفقًا لما قالته.