ماسح أحذية: أكل العيش لا يعرف الحر ولا السبعين
«كمال» يمارس المهنة بعد خروجه على المعاش
«كمال» ماسح الأحذية
يتتبع مواقع الظل، ليحتمى بها من لهيب الشمس، فيجلس الرجل السبعينى وأمامه صندوق خشبى يحوى أدوات تنظيف الأحذية، ينظر يميناً ويساراً باحثاً عن زبون، وممسكاً بفرشاة وورنيش، آملاً فى جنى قوت بناته الـ8.
العمر مجرد رقم بالنسبة لكمال على، فيتحلى بنشاط شاب فى الثلاثين، ولا يتوانى عن النزول للعمل مهما كان الطقس سيئاً؛ للفوز بيومية ربما لا تتجاوز الـ50 جنيهاً، لكنها تساعده على المعيشة، وتُشعره أن له قيمة ودوراً فى الحياة.
مهن عديدة مارسها «عم كمال» قبل أن يتجه إلى مسح الأحذية، بعد أن خرج على المعاش، وترك عمله فى إحدى الشركات: «مش بارفض أى شغل ما دام رزق حلال وبعرق جبينى».
«أكل العيش ما يعرفش حر ولا برد، ولو منزلتش يوم الشغل مش هلاقى رزقى، وهامد إيدى لغيرى»، بحسب «كمال»، موضحاً أنه على الرغم من حرارة الجو الشديدة، فإن الجميع يذهب إلى عمله ويمارس حياته اليومية بشكل طبيعى، وعلى الله التيسير.
منذ ما يقرب من 7 سنوات، اتجه «كمال» إلى العمل فى تلميع الأحذية، بعد أن ترك وظيفته بإحدى الشركات، فهى مهنة مناسبة له -فى رأيه- لكبر سنه، ولا يجد مشقة كبيرة بها، باستثناء التنقل بين مكان وآخر، بحثاً عن زبون ومكان آمن للعمل به. الوفاء بمتطلبات زواج بناته هدف وضعه الرجل السبعينى نصب عينيه، وساعده على العمل فى تلميع الأحذية، ولا تزال لأحلامه بقية ويتمسك بعمله لتحقيقها.