«مصطفى» يحول سطح منزله إلى جنة تكريما لوالدته: «رجعناها لذكرياتها»
مصطفى ووالدته.. تصوير: ماهر العطار
لم يستطع أنّ يرى والدته المريضة تشعر باختناق بسبب تغير الجو، وقرر أن يعود بها إلى الزمن الجميل، حيث الهواء النقي، ليحول مصطفى أبو السعود، 37 عامًا، سطح منزله إلى مكان ملئ بالخضرة والجمال الطبيعي.
يهوى «مصطفى» الزراعة منذ صغره، ولم تُتح له الفرصة لممارسة هوايته، لذا قرر أن يعبّر عنها بزراعة بلكونة منزل العائلة، التي تحولت إلى تحفة فنية من الزهور، وخلفية مبهجة للتصوير: «غاوي زراعة من صغري، وبحب الخضرة جداً، بس ماكانش عندنا أراضي زراعية».
«مصطفى» يدعم والدته المريضة
حصل «مصطفى» على دبلوم صنايع، ويعمل موظفاً في شركة مياه بمحافظة الغربية، وقرر أن يستغل حبه للزراعة في مساعدة والدته المريضة في استنشاق الهواء النقي الطبيعي من خلال تحويل سطح المنزل إلى حديقة تحوي أنواعاً مختلفة من الزهور والفواكه، مثل التفاح والجوافة والليمون والكاكا والمانجا واليوسفي والبرقوق والمشمش والتوت العماني، وأيضاً بعض أنواع الخضراوات: «استخدمت البراميل في الزرع، وعملت طبقة من الزلط علشان أحافظ على السطح».
أنواع القصاري المستخدمة في الزينة
وضع «مصطفى» أنواع القصاري المستخدمة في الزينة مع طبقة من الرخام تغطي السطح بأكمله ليسهل تنظيفه من الأتربة، كما وضع «أنتريه وتليفزيون»، مع بعض الأشياء القديمة، التي تشير إلى الزمن الجميل، مثل «القلل» المخصصة للمياه، حتى تحول السطح إلى منزل مفتوح برائحة الزمن الجميل، في مدة عامين: «والدتي مريضة سكر وضغط، وكنت عايز أفرّحها وقلت أعمل لها هوا جو نضيف، وأفكّرها بأيام زمان».
تفاجأت والدة «مصطفى» بما فعله من أجلها، إذ تستيقظ بعد أذان الفجر، وتجلس على السطح، تصلي وتستنشق الهواء النظيف، ثم تذهب إلى المنزل، وتعود مرة أخرى في الليل لتتناول العشاء وتجلس في هدوء: «السطح عجب والدتي جداً، وبتعتبره راحة نفسية ليها».