«الغريفة».. منطقة عائمة على الآثار النادرة في صحراء تونا الجبل بملوي
منطقة آثار تونا الجبل بالمنيا
منذ ست سنوات، تشهد منطقة الغريفة بتونا الجبل بمحافظة المنيا، سلسلة من الاكتشافات الأثرية المهمة والمتنوعة، التي تعكس تاريخًا ثريًا للحضارة المصرية في عصور مختلفة، وقد بدأت هذه الاكتشافات في عام 2017، عندما تولى فريق من علماء الآثار المصريين، بإشراف المجلس الأعلى للآثار، أعمال حفائر واستكشاف في هذه المنطقة.
توابيت حجرية كبيرة تحمل نقوشًا
وقال فرج عبد العزيز الجهمي مدير مكتب السياحة في تونا الجبل، في تصريحات لـ«لوطن»، إن من بين أبرز الآثار التي تم العثور عليها في منطقة الغريفة، توابيت حجرية كبيرة، تحمل نقوشًا وزخارفًا ملونة، وتعود لفترات زمنية مختلفة، وقد تضمنت هذه التوابيت بعض المواد الدفينة، مثل التمائم والحلي والأواني الكانوبية، التي كانت تستخدم لحفظ أحشاء الموتى، كما تم العثور على عدد كبير من التماثيل الأوشبتي، التي كانت توضع في المقابر لخدمة الموتى، وقد بلغ عدد هذه التماثيل حوالي 25000 تمثال، مصنوعة من مواد مختلفة، مثل الخزف والخشب والحجر، وقد كانت هذه التماثيل تحمل أسماء وألقاب أصحابها، وبعضها كان يحمل أدوات زراعية أو حرفية.
برديات تحتوي على نصوص كتبت بالهيروغليفي
وأضاف الجهمي، أن من أهم الآثار التي تم اكتشافها في منطقة الغريفة، هي البرديات التي تحتوي على نصوص كتبت بالخط الهيروغليفي أو الديموطيقي، وكان من بين هذه البرديات، بردية تضم كتاب الموتى، وهو مجموعة من التعازي والصلوات والأسئلة التي كان يستخدمها المصريون القدماء لضمان سلامة رحلة الموتى إلى الآخرة، وقد كان هذا الكتاب يضع في التابوت أو يلف حول المومياء.
واكتشف فريق الحفائر بردية نادرة جدًا لكتاب الموتى، تعود لامرأة تُدعى ناني، كانت مغنية أو منشدة في معبد آمون رع في طيبة، وقد كانت هذه البردية مزخرفة برسومات ملونة، وقد تم العثور على هذه البردية في مقبرة تضم أسرة من 20 شخصًا، ينتمون إلى الدولة الحديثة.
وبالإضافة إلى هذه الآثار، تم العثور على تماثيل حجرية وخشبية، تصور بعض الآلهة المصرية، مثل أنوبيس وأوزوريس وحورس وإيزيس، كما تم العثور على بعض الأدوات المعدنية والفخارية، التي كانت تستخدم في الحياة اليومية أو في المناسبات الدينية، وقد أظهرت هذه الآثار مدى تطور وتنوع الحضارة المصرية في منطقة تونا الجبل، التي كانت مركزًا دينيًا وثقافيًا وفنيًا مهما.
وقال مدير تنشيط السياحة في تونا الجبل، إن هذه الاكتشافات تعد إنجازًا علميًا وتاريخيًا لفريق الحفائر المصري، الذي قام بأعمال متميزة ومتخصصة، بقيادة مصرية وأيدي مصرية خالصة، وهذه المنطقة لا تزال تخفي آثارًا كثيرة، لم يتم اكتشافها بعد، لذلك يجب استمرار أعمال التنقيب والبحث في صحراء تونا الجبل، التي تشهد آثارًا لعصور مختلفة، من العصر الفرعوني إلى العصر الروماني، وأضاف أن هذه المنطقة تستحق أن تكون مزارًا سياحيًا عالميًا، يجذب المهتمين بالآثار والتاريخ.