تونا الجبل أشهر المعالم الأثرية بالمنيا.. سراديب الغموض تجذب السائحين

تعد منطقة تونا الجبل الأثرية من أهم المعالم السياحية في محافظة المنيا، إذ يقصدها مئات السائحين من مختلف دول العالم أسبوعيا، غير أن وفود دول الاتحاد الأوربي هي الأكثر عشقا وترددا على المنطقة التي تقع غرب مركز ملوي.

وقال فرج عبد العزيز الجهمي مدير مكتب السياحة بتونا الجبل، إن مقبرة شهيدة الحب «إيزادورا»، هي المحطة الرئيسية التي يتوقف عندها السائحون، فلها قصة تشبه قصص ألف ليلة وليلة، إذ تعد أول شهيدة للحب في التاريخ حرمها والدها من حق الحياة، فكانت تحب مصريا يدعى «حابي» من عامة الشعب، لكن والدها اعترض وكان حاكما للإقليم فلم تستطع «إيزادورا» الحياة بدون «حابي»، وقررت أن يكون اللقاء الأخير بينها وبينه.

وبحسب «الجهمي»، غافلت «إيزادورا» الحراس وعبرت النيل لمقابلة الحبيب للمرة الأخيرة دون أن تخبره أنه اللقاء الأخير، فألقت بنفسها في نهر النيل لتظل قصتها خالدة عبر العصور.

تحفة هندسية رومانية رائعة

وأضاف «الجهمي»، أن المحطة الثانية داخل آثار تونا الجبل التي يقبل عليها السائحون هي «الساقية الرومانية»، وهي أكبر خزان مياه في المنطقة، وتحفة هندسية رومانية رائعة، حيث توجد بئر على عمق 40 مترا في باطن الأرض مبني من الطوب الأحمر، وينتهي ببئر أخرى عمقها 30 مترا، وكان المصريون القدماء والرومان يستخرجون منه المياه بغرض الشرب وري الأشجار وتطهير وتحنيط الموتى.

جبانة الأرواح السامية

وأوضح «الجهمي»، أن تونا الجبل تضم «السردايب»، وهي آخر ما اكتشفه الأثري الدكتور سامي جبرة بالمنطقة عام 1938، وأطلق عليها «جبانة الأرواح السامية»، أو «سراديب الغموض والإثارة» وهي أكبر جبانة للطيور والحيوانات المقدسة حُفرت بباطن الصحراء في قلب الأرض على مساحة 50 فدانا.

كما يوجد بتونا الجبل أقدم مزار فرعوني، وهي لوحة حدود لمدينة آخت أتون أو «تل العمارنة» عاصمة مصر دولة حديثة للأسرة الـ18 للملك أخناتون، الذي حدد مدينته عاصمة التوحيد بـ14 لوحة حدودية منها 11 في تل العمارنة والحج قنديل بمركز ديرمواس، و3 لوحات حدودية بمحيط «تونا الجبل» منهم هذه اللوحة بالمنطقة الأثرية بتونا وهي أفضلهم حالا.

واستقبلت تونا الجبل قبل يومين وفداً سياحياً متعدد الجنسيات من دول ألمانيا، وفرنسا، وأمريكا، لزيارة المناطق الأثرية والتعرف على تاريخ الحضارة الفرعونية القديمة، وذكر الدكتور ثروت الأزهري مدير إدارة السياحة بالمنيا، إن المناطق الأثرية بالمحافظة تستقبل الوفود من جميع أنحاء العالم، حيث تضم المحافظة العديد من المناطق الأثرية والمعالم السياحية المهمة، منها منطقة آثار الأشمونين بغرب مركز ملوي، ومنطقة آثار بني حسن بجنوب مدينة المنيا بحوالي 20 كيلومترا، ومنطقة تل العمارنة الأثرية على بعد 15 كم شرق مدينة ديرمواس، إلى جانب منطقة تونا الجبل التي تقع على بعد 67 كم جنوب غرب مدينة المنيا، ومنطقة البهنسا ودير جبل الطير بمركزي بني مزار وسمالوط.