حمادة سلطان.. مونولوجيست رسم البسمة على وجوه المصريين
حمادة سلطان
أضحك الجميع، ورسم الفرحة والابتسامة على الوجوه، فاستحق لقب «صاروخ النكتة المصرية» عن جدارة، استطاع «صانع السعادة» أن يصنع له قاعدة جماهيرية بين شباب جيله، وحقق شهرة واسعة فى العالم العربى، هو الفنان حمادة سلطان، الذى يعد من أقدم فنانى المونولوج فى مصر.
نكت عديدة قدمها «سلطان» للجماهير، استطاع من خلالها أن يحجز مكاناً دائماً فى حفلات أضواء المدينة مع الفنانين عبدالغنى السيد ومحمد الكحلاوى وفايزة أحمد، منها: «راجل بلدياتنا حب يعمل شعره كنيش، حطه فى الخلاط» وأيضاً «قهوجى اشترى بطيخة طلعت حمرا، كبسها بن»، و«واحد بيقول لصاحبه: انت بتشتغل إيه؟، قال له: أخويا دكتور، وقال له: بتاخد كام ماهية؟، قال له: أنا والمدير 100 جنيه»، و«واحد ظريف لقى واحد بقال معلق سمك بكالا شكله غريب قوى، راح له وقال له: إيه المتعلق على الباب ده؟ قال له: ده سمك بكالا، قال له: وكيف يتعمل البكالا ده؟، قال له: تجيبه وتحطه فى الميّه وتحطه فى زيت، دى شغلانة، قال له: وحياة أبوك اكتب لى الوصفة علشان المدام تعملها، ومشى.. السمكة فى إيد والورقة فى إيد، جه كلب نتش السمكة، قال له: مش هتعرف تعملها، الورقة معايا».
الصحف الأجنبية سلطت عليه الضوء بعدما ألقى 700 نكتة فى 20 دقيقة
عُرف عن «سلطان» تقديم النكت بوتيرة سريعة، إذ ألقى 700 نكتة خلال 20 دقيقة فقط، ما جعل العديد من الصحف الأجنبية تجرى أبحاثاً عدة عنه، ورغم أن الناس لم يستوعبوا فكرة النكت فى بداية تقديمه لها، وذلك لأن الحدوتة المطولة كانت هى المسيطرة حينها، ولكن خلال الفترة من عام 1967 إلى عام 1973 استطاع أن يحصل على قاعدة جماهيرية كبيرة.
حب الغناء والطرب فطرة اكتسبها «سلطان» منذ طفولته، وجرى اعتماده مطرباً بـ«الهواة» دون امتحان لجان، وعلى الرغم من ذلك، فإنه لم يستمر فى الغناء طويلاً، نتيجة وجود عمالقة الغناء بداية من عبدالحليم حافظ وفريد الأطرش ومحرم فؤاد خلال تلك الفترة، شارك الفنان الراحل فى بعض الأعمال الدرامية والسينمائية منها فيلما «الجنة تحت قدميها، درب اللبانة» ومسرحية «دلوعة يا بيه» ومسلسل «رجل على الحافة»، كما قدَّم أغنية «دراويش القاهرة» على غرار «دراويش الإسكندرية» عام 1957.
«عبدالرازق»: تميز بالنكهة الشعبية
وقال الناقد الفنى رامى عبدالرازق إن حمادة سلطان أبدع فى مدرسة فن المونولوج، حيث فرض أسلوبه الممتع على حضوره بين الجماهير: «اتعلم من إسماعيل يس ولبلبة وشكوكو، لكن مدرسته كانت الأسرع فى إلقاء النكتة، وأول شخص أنتج شرائط كاسيت و(فيديو متخصص)، ولجأ إليه منتجو الخليج، وأسهمت أعماله فى تنشيط السياحة العربية».
ووصف «عبدالرازق» المونولوجيست حمادة سلطان بـ«صاحب صاروخ نكت»، مؤكداً أن أسلوبه وظهوره اللافت وحفاظه على نمط ظهوره أشياء ميزته: «كان حضوره وظهوره وسرعة إلقائه النكت سبباً فى انتشاره، هو لم يكن يقول النكتة بشكل طربى، لكن كان أداؤه متميزاً لأنه كان يقولها بنكهة شعبية».
وأضاف «عبدالرازق» أن المصريين حفظوا نكت «سلطان»، متابعاً: «الناس حافظة نكته، معظم المونولوجيستات من أول إسماعيل يس كانوا بيقولوا نكتة ضمن المونولوج، لكن سلطان كان يميل للطابع الشعبى، وشكله وتسريحة شعره كانت مساعداه، وهو طور نفسه وكان مذاكر قوى مدرسة إسماعيل ياسين وشكوكو ولبلبة»، وأشار إلى أن فن المونولوج تطور بعد مرحلة حمادة سلطان، حيث جمع محمود عزب، الشهير بـ«عزب شو»، بين مدرسة إسماعيل يس وشكوكو ولبلبة وحمادة سلطان: «عمل خلطة جيدة، لكن هيفضل سلطان هو اللى ما بين المدرستين».