م الآخر| مبارك في عيد ميلاده.. بالمقلوب!
"كل حاجة بالعكس".. يمكن لو قرأت تلك الجملة في أي مكان في مصر، تقول لنفسك" والله عنده حق "، ففي مصر أشياء كثيرة وُجدت بـ"العكس"، فمثلًا تجد صديقك الذي يصر أثناء طلب البيتزا أو سندويتشات الهمبرجر، أو حتى الطعمية أن تكون "سبايسي"، وفي نفس الوقت ينتقون منها الفلفل ويلقونه بعيدًا لأنهم لا يحبون الشطة.. طب ما كان من الأول يا ابني.
وهكذا كان يوم 4 مايو 2015، أصله عيد ميلاد الرئيس الذي أعلن تنحيه قبل 4 سنوات عن الحكم - بلاش مخلوع ولا سابق- الذي احتفل به أنصاره أمام المجمع الطبي للقوات المسلحة بالمعادي – اليافطة مكتوب عليها كده- ومن اليافطة دي تفهمت أن السور الطويل العريض ده يحوي بداخله مستشفى، أو على الأقل مكان فيه ناس محتاجة راحة، وهناك تجلى عدد من المشاهد التي أظهرت المعنى الحقيقي لكلمة " كل حاجة بالعكس"..
في الأول.. دي مظاهرة أمام مكان طبي، مستشفى تجمع عدد كبير من المرضى – واضح من حجم السور-وبالتالي وجود طبل وزمر و دي جي – بغض النظر عن مستوى الأغاني- شيء غير مناسب للمكان مطلقًا، فمريض القلب لن يرقص قلبه من الفرح، وصاحب القدم المكسور لن يفيق من صحوة الموسيقى، وفاقد الذاكرة لن يستعيدها عندما يسمع "اخترناه".
ثانيًا.. هو حضرتك من أبناء مبارك – مع التحفظ على المسمى- وحضرتك برده جاى لمحمد حسني مبارك من أجل الاحتفال بعيد ميلاده، فما ذنب طفل لم يتخط حاجز الـ 7 سنوات، ليأتي معك من البيت ويتحمل قرف المواصلات، ليجد نفسه أمام مستشفى يرقص ويغني كل الموجودين أمامها، ويخلع ملابسه المرسوم عليها "سبونج بوب"، ليرتدي نظيرتها المرسوم عليها صورة " من تنحى في 11 فبراير"، ده حتى لو طلع دكتور هيفضل منظر مستشفى بيرقص الناس أدامها مأثرة عليه، إلا إذا كان الفنان حكيم بدوره في فيلم علي سبايسي مأثر على حضرتك.
ثالثًا.. هو يعني إيه نحط العلم على زمارة – حتى ولو كانت بروجي من نوع غريب كده- ونحطها على الأرض، ونخلي مصر اللي بنقول إنها خسرت الرئيس الذي تنحى في 11 فبراير 2011 ملقاه على الأرض، أو وسط النجيلة الخضراء، الممتزجة بـ "ترتر" الاحتفال بعيد الميلاد.
رابعًا.. أن تجد ملتحي ومقصر لملابسه وسط من يصفون أنفسهم بـ "أبناء مبارك" عادي – مشيها-، لكن أن يقول لك أنني كل عام أحتفل بهذا اليوم في قريتي بـ "المنوفية" من خلال مسابقات حفظ القرآن بدءً من عام 2000، فهو كوم تاني خالص، أصل وقتها أمن الدولة كان مستوى تركيزها، اعلى من تركيز أبو تريكة أثناء لعبه ضربة الجزاء الأخيرة لبطولة أفريقيا 2006.
خامسًا.. أن تجد منتقبة تتسول وسط "الهوانم" باحثة عن جنيه أو اثنين وتقول بعضمة لسانها" أنا مستلفة ثمن المواصلات عشان أشترك في عيد الميلاد" يبقى فيه حاجة غلط، مهو لو شحاتة مش شرط تشحتي في مستشفى المعادي، كان وسط البلد أقربلك، ولو غاوية مستشفيات فمعهد الأورام زباينه أكتر وموجودين طول اليوم، لكن تعمل إيه هي كده " كل حاجة بالعكس".