من غزة لمصر..«أم فاتن» تحتفل بالعيد بمناقيش معمول وكحك العيد الفلسطيني
ام فاتن
«ونحن نحب الحياة إذا ما استطعنا إليها سبيلا.. ونرقص بين شهيدين نرفع مئذنة بينهما أو نخيلا»، عندما كتب محمود درويش هذه الأبيات لم يخطئ حين خصها بالمقاومة والشعب الفلسطيني، فمازالت نساؤهن ينقشن الكعك والمعمول اللذيذ رغم الحرب الدائرة منذ السابع من أكتوبر.
ففي مصر، تواصل السيدة الفلسطينية «أم فاتن» نقش قطع المعمول الغزي بأشكال وألوان مختلفة، تجلس بين الصغار اللواتي يساعدنها في تشكيله، أسرتها المكونة من 10 أفراد بقي منهم 3 في غزة تتمنى لو يعودوا إليها سريعاً؛ وبينما الأحداث هناك متوترة لم تترك حبها للمعمول والكعك اللذيذ خصوصًا مع قدوم عيد الفطر المبارك.
وبداية أم فاتن، 45 عاماً، من قطاع غزة لم تكن في تحضير المعمول الفلسطيني، فكانت هناك صاحبة بوتيك تسوّق لبيع الملابس وكان عملها في الحلويات للتجربة الشخصية لكن بعد الحرب بيومين خاصة في الـ9 من أكتوبر فرت وأسرتها لأقرب مكان آمن وهو مصر ومع اختلاف الحياة والظروف وضياع مصدر الرزق الأساسي للأسرة المكونة من 3 عائلات وعددهم 10 أشخاص بدأت تفكر معهم في مصدر للرزق بحسب ما تروي لـ «الوطن».
لم يكن ترك البلد سهلاً عليهم وضياع البيت و«البوتيك» الذي عاشت أم فاتن فترة طويلة فيه، تحفظ مكان كل قطعة ملابس وتعرف سعرها وتسوق لها ببراعة، لكن الحرب كانت أقوى من البقاء وبدأت في استغلال موهبتها في تحضير حلوى العيد الرسمية وهي المعمول الفلسطيني: «الشغل في البداية مكنش ماشي كويس بسبب قلة التسويق، لكن الحمد لله من شهر بدأ يكون في إقبال وكنا بنبعت كحك ومعمول للجرحى واشتغلنا والدنيا مشيت، والمصريين ساعدونا وهما أهلنا ما قصروا بالمرة بدعمهم ومساندتهم وكلامهم اللطيف ومشاعرهم الحلوة، بس بتمنى حد يساعدنا ونقدر نوصل للـ 3 من أفراد الأسرة الباقيين بغزة».