يتابع العالم أجمع أحداث المجازر التى ترتكبها إسرائيل على مدار اليوم فى قطاع غزة المحتل، لدرجة أن عدد ضحايا الوحشية الإسرائيلية تخطى المائة ألف، بين قتيل، لا سيما من الأطفال والنساء، وجريح، إضافة إلى آلاف الشهداء الذين ما زالوا تحت الأنقاض.
توهم مجرم الحرب نتنياهو أن الدعم المطلق الذى تُغدقه عليه الولايات المتحدة الأمريكية وتبرير الرئيس الأمريكى جو بايدن لكل هذه الجرائم، سيجعل بقية دول العالم ترضخ لأهواء الطرفين، واستمرار المخطط الجهنمى بسيطرة الدولة الصهيونية، المختلقة، على كامل الوطن العربى من المحيط إلى الخليج.. لكن بايدن ونتنياهو لم يتوقعا الموقف المصرى الذى قلب الوضع رأساً على عقب، فواشنطن تركت للنتن الحبل على الغارب، اعتماداً على الظروف العالمية التى يمر بها العالم، والتى أثّرت بدرجات متفاوتة على كل الدول بما فيها مصر.. غير أن الرهان خاب إلى درجة أطاشت صواب المتوحّش الصهيونى وجرت محاولات من جانب بايدن لإقناع مصر بالتهدئة مع إسرائيل، وهو ما أكد أن الأمريكيين والصهاينة ينتمون إلى دول أنشئت بعد عدة آلاف من وجود مصر كقوة عظمى إبان حكم قدماء المصريين، ووصفها بأنها فجر الضمير، وإذ بالرد الذى جاء على لسان رئيس الدولة عبدالفتاح السيسى يُزلزل إسرائيل وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية، ويمزّق مشروع التهجير القسرى لفلسطينيى القطاع، ومن ثم تصفية القضية الفلسطينية لصالح الدولة الصهيونية.
أصدر الرئيس السيسى قراره التاريخى بإعلان التهجير إلى سيناء خطاً أحمر وكانت لهذا القرار التاريخى أصداء وردود فعل لم تتوقعها لا أمريكا ولا إسرائيل.. وهنا توهمت واشنطن وتل أبيب أن إطلاق حملة شعواء من الأكاذيب والافتراءات ضد مصر، خاصة بادعاء التنسيق مع القاهرة فى ظروف فقد فيها المصريون أى أمل فى إقلاع إسرائيل عن وحشيتها، وبهدف تلويث صورة القيادة المصرية التى حظيت باحترام الأغلبية الساحقة من دول، والأهم من شعوب العالم، وفى المقدمة الأشقاء الفلسطينيون.
إن محاولات إسرائيل المستميتة لوصم مصر بالتعاون أو التنسيق معها دليل دامغ على فشل الدولة الصهيونية وداعميها، لأن الكذب سلاح الفاشل الذى يلجأ إليه لتلويث صورة الطرف النظيف من جهة ولإشاعة طمأنينة كاذبة للداخل الإسرائيلى الذى أيقظت المجازر المرعبة التى تمّت فى غزة ضمائر اليهود المخدوعين، والذين قدموا إلى فلسطين بدعوى سلسلة من الأكاذيب، واستخدام ادعاءات دينية لا تستند إلى أى دليل، بل فقط إلى قرار بريطانيا بإعطاء من لا يملك وعداً لمن لا يستحق.
إن موقف مصر واضح وضوح الشمس، فهى منذ بداية النكبة مع الشعب الفلسطينى واعتبار القضية الفلسطينية القضية الأساسية، فهل يُعقل أن تُفرّط مصر فى أى حق فلسطينى؟ وهل يُعقل أن تتخلى مصر عن حق بقاء معبر رفح بأيدى أبنائه، والسماح لإسرائيل بالسيطرة عليه، بينما هى تُنبّه كل يوم، بل كل ساعة، إلى حق الفلسطينيين بدولة على حدود ٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية.. المعروف أن موقف مصر التاريخى قد أخذ بيد القضية الفلسطينية من القاع إلى صدارة الاهتمام العالمى وفضح حرب الإبادة، وهو ما أصاب الأعداء بلوثة حقيقية لدرجة توجيه اتهامات كاذبة إلى مصر، لا يصدقها أحد، خاصة أن كل الحملات الساقطة لم تنجح فى زعزعة إيمان المصريين قيد أنملة، بقيادة الرئيس السيسى وثقتهم بنزاهته.