11 ألف نازح سوري في يوم واحد.. والأسد: أنا من صنع سوريا
استمرت المعارك العنيفة بين قوات النظام السوري ومجموعات معارضة له قرب الحدود التركية السورية الجمعة، ما دفع مزيدا من السوريين إلى النزوح إلى دول مجاورة، وقد بلغ عددهم في 24 ساعة 11 ألفا.
قبل ساعات من ذلك، كان الرئيس السوري بشار الأسد يؤكد في تصريحات إلى قناة تلفزيونية روسية أن بقاءه في منصبه أو رحيله رهن بصناديق الاقتراع، وأن النزاع في بلاده ليس حربا أهلية بل هو صراع مع إرهاب مدعوم خارجيا.
في الدوحة، انتخب المجلس الوطني السوري المعارض جورج صبرة رئيسا له بعد أن كان انتخب مكتبا تنفيذيا جديدا من 11 عضوا.
وأعلنت الأمم المتحدة الجمعة في جنيف أن حوالي 11 ألف سوري لجأوا إلى البلدان المجاورة خلال الساعات الـ24 الماضية هربا من العنف، تسعة آلاف منهم إلى تركيا وألف إلى الأردن وألف إلى لبنان.
وأوضح المسؤول في المفوضية العليا للاجئين بانوس مومتزيس في مؤتمر صحافي، أن العدد الإجمالي للاجئين في البلدان الأربعة المجاورة لسوريا (تركيا ولبنان والاردن والعراق) بات يفوق 408 آلاف شخص.
في الوقت نفسه، توقع مدير مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة جون غينغ أن يرتفع إلى أكثر من أربعة ملايين شخص مطلع العام المقبل عدد الأشخاص الذين سيحتاجون للمساعدة الإنسانية داخل سوريا.
وقال الأسد في مقابلة مع قناة "روسيا اليوم" التلفزيونية "إن مسألة بقاء الرئيس أو رحيله تعود إلى الشعب، وليست مسألة تتعلق برأي الآخرين. والطريقة الوحيدة تتم من خلال صناديق الاقتراع".
وأكد الأسد أن النزاع القائم في بلاده منذ حوالي عشرين شهرا والذي تسبب بمقتل أكثر من 37 ألف شخص ليس "حربا أهلية"، قائلا "الأمر يتعلق بالإرهاب والدعم الذي يحظى به الإرهابيون من الخارج لزعزعة استقرار سوريا".
وعن احتمال مغادرته سوريا، قال "لست دمية ولم يصنعني الغرب كي أذهب إلى الغرب أو إلى أي بلد آخر. أنا سوري، أنا من صنع سوريا، وسأعيش وسأموت في سوريا".
وفي الدوحة انتخب المجلس الوطني الجمعة عضو المكتب التنفيذي جورج صبرة رئيسا له، في حين أرجأ لمدة 24 ساعة مشاركته في الاجتماعات التي تعقد في الدوحة لتوحيد المعارضة السورية، وهو الهدف الذي تدفع باتجاهه الكثير من الدول الغربية والعربية.
وانتخب صبرة (65 عاما) المسيحي الشيوعي السابق الذي يعمل مدرسا، رئيسا بعد ان حصل على 28 صوتا من أصل أصوات أعضاء الامانة العامة البالغ عددهم 41 عضوا، في ختام عملية تجديد لهياكل المجلس في الدوحة.
وانتخب فاروق طيفور نائبا للرئيس وهو من جماعة الإخوان المسلمين.
وردا على سؤال بعد انتخابه حول ما يطلبه من المجتمع الدولي قال صبرة في تصريح صحافي "لدينا مطلب واحد إيقاف حمام الدم في سوريا ومساعدة الشعب السوري على طرد هذا النظام المجرم عن طريق تسليح الشعب السوري"، مضيفا "نريد سلاحا، نريد سلاحا، نريد سلاحا".
ويتزامن انتخاب صبرة، الرئيس الثالث للمجلس الوطني بعد برهان غليون وعبد الباسط سيدا، مع مناقشات تجري في الدوحة بين مختلف فصائل المعارضة للاتفاق على هيئة سياسية موحدة تنطق باسم المعارضة السورية على أن تحظى بعد ولادتها باعتراف دولي وعربي واسع.
واستأنف ممثلون عن فصائل عدة للمعارضة السورية اجتماعاتهم "التوحيدية" مساء الجمعة في الدوحة، بغياب ممثلين عن المجلس الوطني السوري الذي طلب مهلة 24 ساعة لإجراء مزيد من التشاور ولانتخاب رئيس له.
وقال المعارض السوري البارز رياض سيف "نعم هناك تاخير من قبل المجلس الوطني الذي طلب أمهاله الى الغد"، مضيفا "نحن نعذرهم ولا بأس من يوم إضافي من التأخير من أجل هدف نبيل".
وكان المجلس الوطني السوري دعا إلى ارجاء اجتماع مساء الجمعة مع مكونات أخرى للمعارضة بهدف توحيدها في هيئة واحدة لمدة 24 ساعة، مشيرا إلى انشغال أعضائه بانتخاب رئيس لهم وإلى حاجتهم إلى مزيد من الوقت للتشاور.