"النوستالجيا" موضة العصر.. وخبيرة علم اجتماع: "الشباب مش لاقي نفسه"
أرشيفية
"نوستالجيا".. كلمة يونانية معنها "الحنين للماضي"، الحالة التي يعشيها الكثير من الشباب من خلال استرجاع ذكرياتهم القديمة وإحياء صيحات القدم سواء في قصات الشعر أو الملابس، بالإضافة إلى انتشار بعض الصفحات الخاصة على "فيسبوك" تتحدث عن الماضي، ونشر كل ما يتعلق بالماضي من صور الشوارع النظيفة، الأمر الذي امتد إلى تأليف كتب تتحدث عن الماضى، "الوطن" استطلعت آراء الشباب عن أسباب حنينهم للماضي..
علا إبراهيم (22 عاما) عبَّرت عن حنينها للماضي، بحبها لموضة الفساتين القصيرة "حاجات زمان مفيش زيها.. حتى في رقة اللبس وجماله ودا غير الإعلانات اللي إحنا حتى فاكرينها بأغانيها"، وأضافت أن الشباب بدأ يميل للماضي لأن كل شيء بدأ يتغير للأسوأ بداية من الذوق العام، ورأت أن الإنترنت أدى إلى تفكك الأسرة عن بعضها "زمان كنا بنعيش جو الأسرة وكنا بنخرج مع بعض.. لكن دلوقتي مبقناش زي الأول".
واتفقت معها في الرأي رنا ياسر (23 عاما) والتي رأت أن على الرغم من تعلق البعض بالحاضر إلا أن الشخص عادة ما يميل للماضي، وأضافت أنها تميل لذكريات مرحلة الثانوية العامة وأصدقائها.
وأضافت "رنا" أن الحاضر أصبح متعبا "مبقاش في طعم لأي حاجة حلوة زى زمان.. زمان كان في صفا وارتياح حتى في تعاملات الناس كانت أصدق.. الخير كل مدى بيقل".
وتقول الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع، لـ"الوطن"، إن الشباب يشعر بالحنين للماضي لأنه لم يرَ نفسه في الحاضر، حتى في مشاهدته للأعمال الفنية، حيث أشارت إلى الأعمال الدرامية والسينمائية الحالية والتي تقدم البنات في مناظر غير لائقة، بالإضافة إلى الولاد وهم لا يحملون سوى السلاح.
وأضافت "سامية" أن الشباب يميل لمشاهدة الأعمال القديمة والتي تدعم القيم الأخلاقية في المجتمع، عكس الأعمال الحالية والتي تؤدي إلى تفكيك المجتمع بما تعرضه، وشبهتها بالثقافة على طريقة "داعش".
لم يقتصر الأمر على حنين الشباب للماضي من استرجاع ذكرياتهم القديمة، بل امتد الأمر ليشمل الكتب التي تهدف إلى إحياء النوستالجيا داخل الإنسان، من خلال التجربة الأولى لطارق عادل، مؤلف كتابه الأول "نوستالجيا" والموجود حاليا بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، أن تجربته في كتاب نوستالجيا تتحدث عن حنينه لأيام المدرسة والصبا والذكريات التي تتبعهم، وأشار إلى أن الكتاب يهدف إلى إعادة الشخص لذكرياته القديمة والأماكن التي تربى فيها منذ صباه ويحن إليها.
وأوضح أن الشباب حاليا أصبح مرتبطا بماضيه من استرجاع ذكرياته، وهذا ما يعطيهم طاقة أمل وحب زائدة، مثل سماعه للأغاني القديمة.
وأشار "عادل" إلى أن الماضي أكثر صدقا ورسوخا في الوجدان "كل حاجة دلوقتي بتيجي بسرعة.. بتمشي بسرعة، بالإضافة للتغيرات السريعة ومفيش حاجة بتثبت وتستقر في القلوب"، وأضاف أن الوسائل التكنولوجيا الحديثة تعطي للشخص الكثير من التنوع والتعدد.