«الفهلوة» تحكم تعاملات المصريين: 3 حوادث تزوير فى شهر ونص
مباراة «كرة الجرس» للمكفوفيين «صورة أرشيفية»
الصدمة التى أعقبت كشف زيف ما ادعاه الطالب عبدالرحيم بشأن فوزه بالمركز الأول فى المسابقة العالمية لتلاوة القرآن الكريم لم تكن الأولى من نوعها، فوقائع تزوير عديدة تم فضحها فى الفترة الأخيرة، وصار المزوّر لا يخشى سلطة أو قانوناً، ويعلن على الملأ ما يقوم به دون تردد. شطب عضوية 10 صحفيين هو القرار الذى اتخذته نقابة الصحفيين مؤخراً بسبب تزوير شهاداتهم الجامعية، ومن قبلها أثيرت ضجة كبيرة حول سفر بعثة نادى الإيمان للمكفوفين بالقاهرة إلى بولندا للاشتراك فى البطولة الدولية لكرة الهدف «الجرس» وتمثيل مصر، لنكتشف فيما بعد أن من سافروا من المبصرين وتم تزوير شهادات الفريق بالكامل من أجل الحصول على فرصة سفر لأوروبا، ما يطرح تساؤلات حول تغير طبيعة المجتمع، وغياب الرقابة؟
«ثقافة الفهلوة هى السبب، بالإضافة إلى ضعف الإدارة»، هو ما أكده الدكتور سعيد الصادق، أستاذ علم الاجتماع السياسى، الذى رأى أن غياب الرقابة هو السبب الأساسى، وإن وجُدت فهى تتميز بالميوعة وعدم الحسم: «كل شخص يُقبل على ارتكاب الخطأ يقول لنفسه وما المانع إذا كان الآخرون لم يتم محاسبتهم أو عقابهم، وهو ما يتماشى مع سياسة الفهلوة التى يتميز بها الشعب المصرى فى الأساس».
فريق من المبصرين مثّل مصر فى بطولة للمكفوفين.. و10 صحفيين زوروا شهاداتهم الجامعية.. وطالب أزهرى ادعى حصوله على المركز الأول عالمياً فى تلاوة القرآن
من ناحية أخرى يُرجع الخبير الأمنى خالد عكاشة الظاهرة إلى سببين رئيسيين، الأول هو التأثير المباشر لحالة السيولة السياسية التى تعيشها مصر منذ عام 2011 وحتى الآن، ولم يكن أحد يعمل حسابها، أما السبب الثانى فيتمثل فى أن المجتمع صار يعانى من خلل سلوكى واضح أدى إلى شيوع حالات الزيف والتزوير بين الناس، معتبراً أن الرقابة التى تقوم بها الأجهزة التنفيذية فى مثل هذه الآونة لن تكون كافية، ويجب أن يتزامن معها دور توعوى تقوم به وسائل الإعلام، ووزارة التربية والتعليم ومؤسسة الأزهر: «يجب علاج الجانب الأخلاقى فى المجتمع أولاً، ثم يأتى بعد ذلك الحديث عن دور الرقابة ورصد تلك النماذج الشاذة فى المجتمع».