«وول ستريت»: إدارة «ترامب» تبحث تأسيس تحالف عسكرى عربى لمواجهة إيران
«ترامب» خلال مؤتمر صحفى مشترك مع رئيس وزراء إسرائيل
قالت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، فى تقرير أمس، إن إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب تُجرى مباحثات مع عدة دول عربية للتعرف على إمكانية تأسيس اتحاد أو تحالف عسكرى عربى على غرار حلف شمال الأطلسى «الناتو»، على أن يتبادل التحالف المحتمل المعلومات الاستخباراتية مع إسرائيل، بهدف مواجهة نفوذ إيران فى المنطقة. وقالت الصحيفة الأمريكية: «إدارة ترامب تُجرى اتصالاتها مع الحلفاء العرب لمحاولة دفعهم نحو تشكيل تحالف عسكرى يتشارك المعلومات مع إسرائيل بهدف مواجهة العدو المشترك، وهو إيران».
مسئولون عرب وأمريكيون: التحالف المقترح يضم مصر والسعودية والإمارات والبحرين.. والفكرة ستناقش بشكل موسع خلال زيارة «ماتيس» إلى الشرق الأوسط
ونقلت «وول ستريت» عن عدة مسئولين بدول الشرق الأوسط قولهم إن «هذا التحالف والمحادثات تجرى مع دول مثل السعودية والإمارات، إلى جانب مصر والبحرين، وعدة دول أخرى قد تنضم إلى هذا التحالف من خلال المحادثات التى تجرى حالياً». وتابعت: «بالنسبة للدول العربية المنخرطة فى تلك المحادثات، فإن هذا التحالف سيكون على غرار اتفاقية الدفاع المشترك لحلف (الناتو) والذى يكون بموجبه أى هجوم على دولة من الدول الأعضاء بمثابة هجوم على جميع الدول الأعضاء»، فيما أكد المسئولون أنه «لا تزال هناك بعض التفاصيل التى يجرى العمل عليها حالياً».
وقال دبلوماسى عربى، لـ«وول ستريت»، إن «المسئولين الأمريكيين اجتمعوا بأعضاء البعثات الدبلوماسية للدول العربية فى واشنطن، وسألوهم عن إمكانية موافقتهم على الانضمام إلى هذا التحالف والتعاون مع إسرائيل من عدمه. دور إسرائيل فى الأغلب فى إطار هذا التحالف سيكون مجرد تبادل المعلومات الاستخباراتية وليس إجراء عمليات تدريب أو المشاركة بقوات على الأرض. هم سيوفرون لنا الأهداف والمعلومات الاستخباراتية فقط، وهذا هو ما يجيده الإسرائيليون».
الإدارة الأمريكية طرحت فكرة تصنيف الإخوان جماعة إرهابية كـ«حافز» لضم مصر للتحالف
وتابعت الصحيفة الأمريكية: «مسئولون فى إدارة ترامب أكدوا أن الإدارة الأمريكية تسعى إلى إعادة إحياء التحالفات الأمريكية فى المنطقة وتتخذ خطوات جديدة لتقييد محاولات إيران لحشد المزيد من النفوذ. وقد اتضح هذا من خلال تصريحات ترامب خلال مؤتمره الصحفى مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو قبل يومين». وأضافت: «ليس من الواضح بعد ما إذا كانت تلك المحادثات قد أسفرت عن شىء حتى الآن. ولكن فى الوقت الحالى ليس للدول العربية المشاركة فى تلك المحادثات حول أى اتفاقيات دفاع مشترك».
وأكد مسئولون أمريكيون إن «السعودية والإمارات فرضتا شروطاً فى المحادثات للانضمام إلى هذا التحالف والتعاون مع إسرائيل، حيث تطلب الدولتان من الولايات المتحدة سحب التشريع الذى يهدد بمقاضاة حكومتَى البلدين أمام المحاكم الأمريكية فى أحداث الحادى عشر من سبتمبر، وهو التشريع المعروف باسم جاستا». وتابعت: «مسئولون فى إدارة ترامب أكدوا للمسئولين الخليجيين أنه يمكن للإدارة أن تحشد الكونجرس لتعديل هذا التشريع خصوصاً بعد أن أعرب عدد من النواب عن ندمهم على التصويت لصالح المشروع لأنه يضر بالمسئولين الأمريكيين فى الدول الأخرى أيضاً».
ونقلت «وول ستريت» عن مسئولين رفيعين بالشرق الأوسط، لم تسمهم، قولهم إن «الدبلوماسيين العرب فى واشنطن أجروا محادثات بشأن هذه الخطة مع وزير الدفاع جيمس ماتيس ومستشار الأمن القومى السابق مايكل فلين الذى تقدم باستقالته قبل أيام. وأكد الدبلوماسيون العرب أن هذا المخطط من المفترض أن تتم مناقشته خلال زيارة ماتيس إلى المنطقة فى الشهر المقبل». وقال دبلوماسى عربى، طلب عدم ذكر هويته، إن «إدارة ترامب طرحت فكرة وضع الإخوان على قائمة المنظمات الإرهابية فى الأساس كحافز لمصر لضمها إلى هذا التحالف». وتابع المسئول العربى: «إدارة ترامب طلبت من مصر أيضاً أن تستضيف مقر القوة المشتركة، على الرغم من أن السعودية متحمسة بشكل أكبر للفكرة ولاستضافة المقر».
الصحيفة الأمريكية قالت إن التحالف المقترح سيكون أكبر وأوسع من التحالف الإسلامى الذى تقوده السعودية، وسيكون الاختبار الرئيسى لهذا التحالف الجديد إذا تم التوافق على تأسيسه، هو حرب اليمن التى خرجت عن السيطرة. وتابعت: «بحسب المسئولين الأمريكيين، فإنه خلال المحادثات مع الإمارات والسعودية، أعرب مسئولو الدولتين عن إعجابهم بالقدرات الاستخباراتية والأمنية الهائلة لدى إسرائيل، وقدرتها على جمع المعلومات، ولهذا وافقوا بشكل مبدئى على ضم إسرائيل إلى التحالف كطرف فاعل لجمع المعلومات الاستخباراتية وتحديد الأهداف».
وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن «المسئولين العرب أكدوا للإدارة الأمريكية أنهم على استعداد للمزيد من التعاون مع إسرائيل إذا توقفت عن الاستيطان فى الضفة الغربية وشرق القدس، بالإضافة إلى امتناع الولايات المتحدة عن تنفيذ فكرة نقل السفارة الأمريكية إلى القدس». وقال العقيد أحمد العسيرى، مستشار وزارة الدفاع السعودية، لـ«وول ستريت جورنال»، إنه لا يمكنه التعقيب على هذا المخطط ما دام لم يتم الإعلان عنه رسمياً، إلا أنه رحب بفكرة التعاون العسكرى بين الدول العربية، مضيفاً: «ليس لدينا علاقات رسمية مع إسرائيل، ولكنهم يواجهون نفس التهديد الذى نواجهه نحن، وهو إيران».