مقلب قمامة انتخابات الرئاسة.. «سبيل أم عباس سابقاً»
![مقلب قمامة انتخابات الرئاسة.. «سبيل أم عباس سابقاً»](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/13854_660_347332_opt.jpg)
لمن لا يعرفها هى «أم عباس»، والدة الخديو عباس، الذى بنى من أجلها سبيلا يشرب منه الناس مياها بالورد وينال فيه المسافرون قسطا من الراحة ثم يعاودون استكمال مسيرتهم. الست «بنباقادن»، الأميرة العثمانية والدة الخديو، أرادت أن تظل ذكراها حية فى وجدان الشعب المصرى فأهدته مياها مثلجة وراحة مجانية، لكنها لم تكن تدرى أن هذا السبيل الذى سجله التاريخ سيصبح حاله كما هو عليه حاليا «مقلب زبالة».. هكذا تبدل وتغير حال السبيل ليحوله المصريون إلى مقلب لزبالة الحى، حتى إن «ناجى حنفى محمود»، مدير المنطقة الجنوبية للآثار، وصف الوضع أمام السبيل قائلاً: «دى ثقافة شعب.. وإحنا عملنا اللى علينا وبنبلغ الحى كل كام يوم يشيل الزبالة.. وبرضه بترجع تانى».
لم تكن أكوام القمامة فقط هى المشكلة التى يعانيها سبيل «أم عباس»، كما يقول الأثرى ناجى حنفى، وإنما لافتات الدعاية الانتخابية لمرشحى الرئاسة التى احتلت جوانب السبيل: «لما الناس تشوف الرئيس القدوة بيتعامل مع الأثر كده هيعملوا إيه؟».
أحمد شفيق ومحمد مرسى وحازم أبوإسماعيل وحمدين صباحى وعبدالمنعم أبوالفتوح هم الزوار الدائمون للسبيل منذ بدء الدعاية الانتخابية؛ فبوستراتهم الملصقة على جدران السبيل لا تزال تشوه الأثر حتى الآن.
شباب منطقة السيدة عائشة حاولوا القيام بمبادرات للتوعية المجتمعية بقيمة الآثار والحفاظ عليها، لكن مجهوداتهم باءت بالفشل: «ماحدش عايز يتغير.. والثورة خلت الناس مش خايفة من حاجة».
«الحاج أحمد»، صاحب المطعم المجاور للسبيل، فسر ما يعانيه الأثر بقوله: «الثورة كشفتنا على حقيقتنا.. إحنا شعب عايز الكرباج عشان يعدل سلوكنا ونبطل نعرض آثارنا لهذا الإهمال الجسيم». وأضاف: «ما تصدقوش البهوات بتوع الآثار.. ماحدش بيشتغل بضمير».