«لا تقرأ هذا الكتاب».. شعار الكتّاب ضد التزوير
رغم دعواتهم المستمرة للقراءة والاطلاع، ورثائهم الدائم لأوضاع التوزيع والنشر، عادوا ليخالفوا ما يدعون إليه بإصرار وتحدٍّ، فإذا باتحاد الناشرين المصريين والعديد من الكتاب والمبدعين يناشدون القراء، ولأول مرة، عدم قراءة كتب بعينها، هى الكتب المزورة.
كما يتم تزوير الأموال والأوراق، يتم تزوير الكتب أيضا، لتعرض فى الأسواق بأثمان زهيدة وأعداد كبيرة، ويقبل عليها القراء حبا فى القراءة، ولعل الأستاذ محمد حسنين هيكل، هو الكاتب المصرى والعربى الأكثر تعرضا للتزوير فى مصر، كتابه الأخير الصادر عن دار «الشروق» تعرض للتزوير عقب صدوره بيوم واحد، ليصبح فى الأسواق جنبا إلى جنب مع النسخ الأصلية للكتاب.
لا يتم تزوير الكتب عشوائيا، الناجحة فقط هى التى تتعرض لهذه العملية، والتزوير يكون على عدة مستويات أهونها إعادة الطبع وحسب، وأصعبها تلك التى يضع فيها الناشر المزور اسم كاتب وعنوان على كتاب لا يمت له بصلة، مما يسىء للكاتب فى المقام الأول.
كتاب آخر تعرض مؤخرا للتزوير، هو «الأيام الأخيرة لنظام مبارك.. 18 يوما» لعبداللطيف المناوى، الصادر عن الدار المصرية اللبنانية، فى النسخة المزورة، ورغم أن الغلاف ملون، فإنه باهت وألوانه ضعيفة، وفى الداخل تأتى الطباعة بالأبيض والأسود بما فيها الأغلفة الداخلية، فضلا عن تآكل الحروف، وعدم اكتمال الأسطر، وعدم وضوح كثير من الكلمات.
أشهر مناطق بيع الكتب المزورة هى سوق النبى دانيال فى الإسكندرية، وسور نادى الزمالك، وكثير من باعة الصحف، وسور الأزبكية، الأخطر أن هناك مجموعة من المزورين يضعون اسم عمل شهير لأحد الكتاب على محتوى آخر تماما، قد يكون مقالات مجمعة له، فيتصور القارئ أنه تعرض لعملية نصب من الكاتب، وقد يشمل التزوير كتابا مترجما تتم ترجمته وطبعه.
رئيس اتحاد الناشرين المصريين محمد رشاد يستنكر إصرار القانون المصرى على إطلاق تهمة «النسخ والتقليد» بدلا من «تزوير» على ما يحدث، ويكتفى بغرامة 10 آلاف، وحبس ثلاثة شهور، ولو تكرر الأمر لا تزيد الغرامة على 50 ألفا، ورغم أن مصادرة الآلات التى يتم التزوير بها جزء من القانون فإنه غير مفعل، ورغم أن رجال الشرطة يبذلون مجهودا جيدا، فإن الجهات القضائية لا تساعدهم، لذلك نحن نطالب بنيابة متخصصة فى مجال حماية الملكية الفكرية.
يقول رشاد: أصبحوا يبيعون الكتاب المزور بسعر الكتاب الأصلى، أو أقل قليلا، كنوع من التمويه، وللأسف استمرار الاعتداء على المؤلفين والناشرين سيدفعهم إلى التوقف عن الكتابة والنشر، خاصة أن السعر الذى يتم عرض الكتاب به لا يساوى الجهد الذى يبذله الناشر فى نشره.