السفير مجتبى أماني: مخطط للقضاء على الجيوش العربية القوية
![السفير مجتبى أماني: مخطط للقضاء على الجيوش العربية القوية](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/132767_660_3546826.jpg)
أكد السفير مجتبى أماني رئيس بعثة رعاية المصالح الإيرانية لدى مصر، أن طهران ترى أن هناك مخططا للقضاء على الجيوش العربية القوية داخل المنطقة بأشكال مختلفة، بدءا بالعراق وسوريا، لتحقيق المزيد من الأمن للكيان الصهيوني.
وقال أماني فى تصريحات صحفية اليوم تعليقا على الوضع الراهن داخل المنطقة والتهديدات الأمريكية بشن هجوم على سوريا، إن هذا مخطط معروف ويواصل أعداء المنطقة العمل من أجله بشكل مستمر وفي كل الأحيان.
وحول موقف إيران حال وقوع هجوم أمريكي على سوريا، قال: "أبلغنا رفضنا الشديد لأي تدخل أمريكي في هذا الشأن، وحاولنا كثيرا منع أمريكا من التدخل في شؤون الشرق الأوسط، وأوضح القائد الأعلى للثورة الإيرانية أن الولايات المتحدة ستندم بشدة حال إقدامها على ذلك الهجوم، أكثر من ندمها جراء تجربتها في العراق وأفغانستان"، مضيفا: "قمنا باتصالات مكثفة مع العديد من الأطراف وعلى عدة مستويات من المسؤولين في البلاد، والرئيس حسن روحاني يتابع ويراقب عن كثب ويجري اتصالات ومشاورات مع نظرائه، كما أن وزير الخارجية أجرى عشرات الاتصالات مع نظرائه بالخارج، لإبلاغهم بخطورة أي عمل من هذا القبيل".
وأوضح السفير مجتبى أماني أن الوضع الحالي في المنطقة والعالم مختلف تماما عن الوقت الذي هاجمت فيه أمريكا العراق، لأن العراق في ذلك الوقت كانت خرجت لتوها من الحرب ولم يكن لديها سلاح كافٍ، وكانت مكروهة تماما من الدول المجاورة ولم يكن لها حليف واحد في المنطقة، لكن الوضع مختلف الآن تماما في سوريا، لأنها "تستعد منذ أكثر من 30 عاما لمواجهة مطامع الكيان الصهيوني التوسعية، وخزنت لذلك الغرض الأسلحة الدفاعية الكافية"، مؤكدا أن سوريا لديها ترسانة كبيرة من شتى أنواع السلاح، لافتا إلى أن عدم سيطرة بعض الحكومات داخل المنطقة بشكل كافٍ على مجموعات مسلحة مختلفة عقائديا وفكريا، ستزيد العقبات أمام أي هجوم أمريكي محتمل.
وأشار إلى أنه إذا كانت تكاليف الهجوم على العراق باهظة في ذلك الوقت، فإن هناك حتى الآن قوى داخل أمريكا، سواء مفكرين أو مسؤولين من زمن الرئيس بوش الابن، نادمين على الهجوم على العراق، بسبب فداحة تكاليفه وازدياد الكراهية للولايات المتحدة على مستوى العالمين العربي والإسلامي، فضلا عن بقية الأمم.
وحذر أماني من أن "وجود الكيان الصهيوني في أقرب نقطة للهجوم المزعوم داخل سوريا، يثبت أن مثل هذا الهجوم حال حدوثه سيشكل خطرا كبيرا على المصالح الأمريكية داخل المنطقة"، مؤكدا أن "تكلفة أي هجوم أمريكي على سوريا ستكون مئات أضعاف تكاليف هجوم الولايات المتحدة على العراق".
وقال إن نية الهجوم الأمريكي على سوريا كانت موجودة قبل وقوع الحادث الكيماوي، حيث "رأينا وتابعنا منذ نحو شهرين تحركات عدة وأسفارا كثيرة لمسؤولين عسكريين وأمنيين أمريكيين لدول داخل المنطقة تناهض نظام بشار الأسد، وبخاصة رحلاتهم للكيان الصهيوني وبعض الدول الأخرى"، مشددا على أن هذا يؤكد أن الهجوم الكيماوي لا يعدو أن يكون مجرد ذريعة ليس لها مصداقية للهجوم على سوريا.
وأكد أن استخدام السلاح الكيماوي في سوريا عمل مشبوه، وربما جاء نتيجة لمخطط أمريكي مسبق ومن جانب بعض الدول، خاصة من الأطراف التي تريد حدوث الهجوم الأمريكي والتدخل لإسقاط نظام الأسد وبث الفتن والفوضى في المنطقة.