«عبدالله» يبيع الحمام الحى بالضمان: 15 يوماً ضد الوفاة وعيوب التربية
«عبدالله» بائع الحمام
صحيح أنه يؤمن بأن الأعمار بيد الله، وأن لكل أجل كتاباً، إلا أن عبدالله محمد، الطالب بالسنة الرابعة فى كلية الدراسات الإسلامية، يحاول الاجتهاد فى تجارته بـ«حمام الزينة» الحى.. سمعة حسنة، يرى أن التاجر لا يمكن أن يملك غيرها، دفعته لإبداء الاستعداد لتحمُّل كافة الاحتمالات التى يمكن أن تصيب الحمام عقب بيعه للزبائن ولمدة 15 يوماً.
«لو الحمامة ماتت أو عيت أو حصل لها أى حاجة بتاعتى، من ساعة ما تشتريها منى ولحد ما يعدى 15 يوم على البيع»، يقولها بثقة لزبائنه الذين يشترط عليهم المجىء إلى «غيّته» فى منزله بمنيا القمح فى الشرقية، محاولة أخرى لإرساء مبدأ الثقة فى التعامل «لما أبيع لحد حاجة جوا بيتى غير لما أبيع له فى الشارع ومايعرفش يجيبنى تانى».
الشاب الذى يصف حبه لتربية الحمام بـ«الإدمان» يربى العديد من الأنواع، من بينها الرومانى والنفاخ: «رأس مالى الكلمة الطيبة فى حقى»، يقولها الطالب بالسنة النهائية فى جامعة الأزهر، الذى تتكفل هوايته بالإنفاق عليه، حيث توفر له مكسباً يغنيه عن الاعتماد على عائلته: «حصلت فعلاً إن واحد خد منى حمامة، وبعد خمس أيام ماتت قابلته واديته فلوسه كاملة، مع إنه واخدها سليمة، لكن الحق حبيب الرحمن».
«قانون الغواية» يجبر طالب الدراسات الإسلامية على رد البضاعة التالفة
«قانون الغواية» هكذا يطلق عبدالله على قانونه الذى لا يسرى لدى كل المربين، الشاب الذى يحب الحمام للدرجة التى تمنعه من تناوله أو السماح بذبحه، يتمنى لو يتمكن يوماً من توفير رأس المال الذى يقوم معه بتحويل هوايته إلى عمل حقيقى: «كهواية بتجيب فلوس على القد، لكن كشغلانة ممكن تكسّب دهب لو اللى بيشتغلها واحد بيحب الشغلة وقلبه عليها».