«سعاد» تساعد زوجها المريض من «شغل الحدادة»: الزوجة الجدعة رزق
سيدة تساعد زوجها في ورشة الحدادة
كانت حياتهما هادئة، يعود الزوج من ورشة الحدادة ليجد زوجته فى انتظاره وقد أعدت له طعام الغداء، كانت الأيام متشابهة إلى أن مرض الزوج بجلطة فى المخ. وقتها تغيرت الحياة وظهر المعدن الحقيقى للزوجة المخلصة.
فى حارة مهنى المتفرعة من شارع عبدالحميد حمودة بإمبابة، الكل يعرف سعاد رياض، الزوجة التى ساندت زوجها فى مرضه، تركت بيتها وعملت فى الورشة حتى لا تغلق بالضبة والمفتاح، وبعد تعافيه من مرضه وعودته إلى الورشة ظلت إلى جواره، هى عينه التى يرى بها وذاكرته التى يحفظ فيها أسرار عمله: «بعد ما ربنا عفى عنه، كان عنده مشكلة فى عينيه، ومشكلة فى الذاكرة، بينسى مثلاً خد فلوس من الزبائن ولا لأ، ينسى شايل الحاجة فين، ينسى الزبون طالب منشر ولا شباك، ينسى تفصيلة بتتعمل إزاى، فبقيت أنا أفكّره».
الذهاب إلى الطبيب أسبوعياً لمتابعة حالة زوجها، والعلاج الذى يحتاج إلى مئات الجنيهات، سببان كافيان جعلاها تتخلى عن دور ربة المنزل، لتعمل حدادة: «باخد المقاسات وبلحم وبركّب وبعمل كل حاجة». كلمة الطبيب بأن الذاكرة لن تعود كما كانت، لم يقلل من عزيمة «سعاد» بل زادتها أصالة وقوةً ووفاءً: «أنا مخه وعقله وذاكرته، بقعد أقوله دى تتعمل كده، أسند معاه، أقص وأعمل لحام، وفى آخر اليوم أضحك فى وشه علشان ما يحسش إنى تعبانة». تنصح «سعاد» ابنتها دائماً، بأن تكون عينىّ وعقل زوجها، فالزواج ليس مجرد باب مغلق على أسرة: «أنا بنتى بتشتغل برضه وبتساعد جوزها، الزمن ده صعب، ولازم نشوف ونسمع ونحس ببعض، ووقت الأزمة نقف جنب بعض».