الانبعاث الذاتي
مع الإشراقة الأولى لصباح يوم جديد وبداية عام جديد، لا نعلم ماذا يحمل لنا؟ هل سألت نفسك يومًا عن حلم لم تستطع تحقيقه لظروف ما وصار شبحًا يطاردك ويفسد عليك أيامك وأصبحت مستسلمًا لمرارة التحسر على عدم تحقيقه وترى أن الوقت قد مر والزمان قد مضى وليس إلى الرجوع إليه من سبيل.
ألقيت بنفسك في دوامة الحياة وأمواجها العاتية تتقاذفك بين يديها كدمية صغيرة لا حول لها ولا قوة.. ألم يمر على عقلك يومًا أن الأمل لازال موجودًا طالما هناك أنفاس دافئة تتدفق في صدرك؟ فقم من ثباتك وابحث في أوراقك القديمة عن حلمك الغائب، وانفض عنك غبار الماضي المؤلم وقم منبعثًا من داخلك إنسانًا جديدًا وتحدى كل الصعاب.
وتذكر أن الأسباب التي منعتك من تحقيق حلمك في الماضي قد زالت الآن، أو أنك أنت الذي أصبحت أكثر نضجًا وخبرة وقوة وقادر على تجاوزها، ولا تقل أبدًا أن الوقت قد فات، فلعل الله أجل لك ما تمنيته ليعطيك إياه مضاعفًا.
وتذكر أنك وإن بدأت متأخرًا خير لك من ألا تبدأ أبدًا، مهما كان عمرك ومهما كانت حالتك الصحية والمادية والاجتماعية هناك دائمًا نقطة قوة أعطاها لك الله ليميزك ويعوضك بها عن غيرك.. لكن قد تكون أنت المقصر في حق ذاتك ولا تبذل أدنى جهد لاكتشافها.
يا عزيزي لا تنتظر من يعيد اكتشافك وعليك أنت أن تبحث داخل نفسك فقد تجد أشياءً تبهرك أنت وتدهشك قبل أن تدهش الآخرين واجتهد في البحث عن ذلك البريق الخافت في أعماق داخلك وافتح له أبواب الأمل ليتفجر طاقة خلاقة ونور مضيء ينير لك الحياة من جديد.
صدقني سوف تبهر نفسك قبل أن ينبهر بك الآخرون، فتفاءل وتوكل على الله واجتهد وأعد بعث حلمك من جديد إلى الحياة ورغم كل الشدائد والصعاب التي تراها الآن فدوام الحال من المحال، والدنيا قانونها الوحيد هو التغير ولتجعل العام الجديد لك هو عام الانبعاث الذاتي.