قدمت أمس من قريتى فى الصعيد.. الحوار لم ينقطع عن الرئيس محمد مرسى والحب الجارف للرجل.. خطاباته وبلاغته خلبت لُبّ «الصعايدة».. وجدت العجائز قبل الشباب يحبونه ويرون فيه فارس السلطة الذى سيأتى إليهم بكل خير.. لكن استوقفتنى كلمات رجل بلغ من العمر أرذله عندما قال لى: «الصعيد أعطى مرسى عن حب رغم أننا لا نعرفه هو ولا جماعته، طمعاً فى أن ينظر إليهم بعين التنمية لا الإهمال كعادة السلطة بعد قرون.. العجوز قال أيضاً: «على الرئيس مرسى أن يعلم أننا أعطيناه عندما رأينا «وجه بحرى» ضده.. أردنا أن نقول له الصعيد فى ضهرك ياريس.. ولم نعرف شيئاً عن جماعته سوى أنهم بتوع ربنا.. ولذلك عليه أن يبادلنا نفس الشعور».
وأضاف فى كلمات هزتنى: «الصعايدة يا ولدى هزمهم الفقر.. ولولا الفقر لما انكسر الصعايدة وتركوا أراضيهم وديارهم وذهبوا إلى بقاع الأرض طلباً للرزق».
لاحظت أيضاً أن المدافعين عن مرسى هم البسطاء وعامة الشعب بعيداً عن فذلكة المثقفين.. بل وجدت أن هؤلاء صارت لديهم معلومات وردود عن كل الشبهات التى ترد بحق الرجل».
بل إننى سمعت كلمات عن المشير طنطاوى غيرت بحق وجهة نظرى فى الرجل بعض الشىء.. قال أحدهم: «المشير رجل محترم لكن كان سيزداد احتراماً لو أنه سلّم السلطة وتقاعد من نفسه»، وأضاف: «أراد الرجل أن يطل برأسه من شرفة السلطة التى لا تتسع إلا لرجل واحد.. هو الرئيس»
لكن الرجل لم يرد أن يدخل التاريخ من أوسع أبوابه.. قلت له كيف؟ قال: «المشير أجرى أربعة انتخابات لم ولن نرى لها مثيلا وسلم السلطة ليمين المعارضة وأوفى بكل وعوده سوى أن يرحل ولذلك جاءته من حيث لا يحتسب».
نظرت لمحدثى ملياً أتأمل كلماته البليغة.. فقلت لنفسى أه لو كان المشير فعلها.. لكان التاريخ سطّر اسمه من نور وتفوق على الفريق عبدالرحمن سوار الذهب الذى انقلب على الرئيس السودانى جعفر نميرى منتصف الثمانينات وسلّم السلطة ورحل دون أن يتقلد أى منصب بل ترك مقعده فى الجيش ورحل فى صمت.. لكن قدر الله وما شاء فعل.. الرجل العجوز أنهى كلماته لى بكلمة حكيمة وقال لى اكتبها ياولدى لعلها تصل إلى الرئيس «المشير مشى والبلد أصبح لها رئيس واحد.. وعليه أن يعمل دون أن يتحدث هو أو مناصروه عن وجود معوقات عن العمل علشان بعد شوية الناس موش هتسمع لأى كلام حلو من غير أفعال».. ذهبت من أمام العجوز لأتذكر كلمات مسئول حزبى كبير، قال لى بعد سماعه خطاب الرئيس فى ليلة القدر: «كنت أتمنى أن يقول للناس أى شىء عن الخدمات المباشرة للمواطن جنبا إلى جنب مع الآيات القرآنية والأحاديث النبوية..