رئيس الآثار الأسبق عن واقعة "أبوالنمرس": مافيا عالمية تستغل الانفلات الأمني
أكد الدكتور محمد إبراهيم بكر، رئيس هيئة الآثار الأسبق، أن واقعة ضبط 2500 قطعة ثرية بقرية أبوالنمرس بالجيزة بحوزة فلاح، لم تعد مفاجئة، مشيرًا إلى أنه لا تزال أعداد هائلة من المقابر التي تحوي آلاف القطع الأثرية لم تستخرج بعد، وأن مصر تحوي في باطنها أنهارا من الآثار، وأن أبرز المدن في مصر هي الفيوم والمنيا وأسوان.
وقال بكر، في تصريحات لـ"الوطن"، إن هناك مافيا عالمية مشكلة من جميع دول العالم، تنتهز حالة الانفلات الأمني التي تعيشها البلاد وانشغال السلطات بالعمليات الإرهابية، وتستغل أصحاب النفوس الضعيفة من أبناء الوطن وتشتري منهم الآثار المدفونة بمنازلهم وأراضيهم، مضيفًا أن الآثار المصرية مطمع للجميع حيث إننا نمتلك آثارا لا أحد يستطيع توقع أعداداها مدفونة تحت الأرض حتى الآن.
وأشار رئيس هيئة الأثار الأسبق إلى أن بعض أصحاب المنازل ينقبون بطريقة خاطئة عن الآثار، ما يعرض حياتهم وحياة منازل جيرانهم للخطر، حيث إنهم يقومون بالحفر بطرق عشوائية لا علاقة لها بالأساليب العلمية للحفر والتنقيب، متابعًا "هناك أيضا ما يسمون أنفسهم بالمشايخ الذين يساعدون في تحضير الجن للمساعدة في التنقيب وإبعاد خادم المقبرة، وكل ذلك نصب ووهم ينجرف وراء الآلاف ممن أصابوا بهستيريا التنقيب بحثا عن الثروات والأموال الطائلة التي تدفعها العصابات".
وأضاف بكر "هناك من يقع تحت طائلة النصب ممن يدعون أنهم خبراء، ويذهب إليه البائع ويعرض عليه ومن ثم يسرقها منه بواسطة عدد من البلطجية وأحيانا يتعرض لعملية تصفية جسدية حتى لا يرشد عنهم مستقبلا".
وحول بعثات التنقيب الأجنبية عن الآثار المصرية، أكد بكر أن تلك العمليات تتم وفق اتفاقية تنص على حصول البعثة الأجنبية على نصف كمية الآثار المستخرجة، على أن يختار الجانب المصري النصف الذي يحتفظ به ويترك للبعثة الأجنبية النصف الأخر، مشيرًا إلى أن القانون المصري الجديد الخاص بالآثار يمنع خروج أو إهداء أي قطعة آثار خارج مصر، وكلها يتم إدراجها في المخازن والمتاحف المصرية.
كانت مباحث الجيزة ضبطت اليوم 2500 قطعة أثرية داخل مزرعة بمنزل "خفير" في منطقة "أبوالنمرس"، منها مئات القطع الحقيقية النادرة التي لا تُقدر قيمتها بثمن، وتم تحريزها جميعا، وتبين من معاينة نيابة الجيزة للمزرعة أن بها منزلا له 5 أبواب داخلية تشبه "السراديب"، والآثار المضبوطة كانت مُخبأة داخل غرفة سرية، عثرت عليها مباحث الآثار، وبابها على هيئة مكتبة.