وزارة الأوقاف تنظم لقاء بعنوان "مخاطر الإلحاد"
ملتقي الفكر الإسلامي
نظمت وزارة الأوقاف لقاءً علميًّا بعنوان: "مخاطر الإلحاد"، وذلك في إطار استمرار فعاليات ملتقى الفكر الإسلامي، والذي ينظمه المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بساحة مسجد مولانا الإمام الحسين بالقاهرة.
وحاضر في اللقاء كل من الدكتور هاني تمام المدرس بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر، والدكتور أيمن أبو عمر مدير عام الإرشاد الديني بالوزارة ، بحضور عدد من قيادات الوزارة والأئمة، وجمع من الجمهور وعدد من طلبة العلم الموفدين من دول إفريقية وأسيوية.
وفي كلمته أكد "تمام" أن الإلحاد من أخطر ما ابتليت به الأمة في الوقت الحاضر، موضحا أن الإلحاد بمعناه العام هو إنكار وجود الله سبحانه وتعالى، وأن الإلحاد فكرة خبيثة ظهرت في الغرب ثم صدرت إلينا بقصد محاربة الدين حتى ينسلخ المسلم من دينه، وحتى يفعل أي شيء دون رقيب، مؤكدا أن القرآن عندما تحدث عن الإلحاد أشار إلى أنه هو الميل عن منهج الله سبحانه وتعالى، فقال سبحانه وتعالى: "ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون"، و"إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا".
وأوضح أن خطر الإلحاد قد ازداد مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة، مما يؤكد ضرورة مضاعفة الجهد لمراقبة الأولاد، وتنشئتهم على الثوابت الدينية، عملا بالحديث: "أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ".
وقال إن الإنسان إذا رجع إلى فطرته لعلم أن نعمة الخلق هي من أجل وأعظم النعم التي تفضل الله سبحانه وتعالى بها على الإنسان، وهي لله تعالى خاصة، فمراحل خلق الإنسان قال عنها الحق سبحانه: "ولَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ"، فبدلا من أن يفهم الإنسان طبيعة خلقه وتكوينه ويقابل النعمة بالشكر فإذا به خصيم مبين، كما قال تعالى: "خَلَقَ الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ".
وفي ختام كلمته أوضح أن واجب العلماء مناقشة أفكار الشباب والنزول إلى مستواهم الفكري، والأخذ بأيديهم إلى الدين الوسطي الصحيح، وطرح الأدلة المتنوعة التي تزيل كافة الشكوك من داخل نفوسهم.
وفي كلمته قال مدير عام الإرشاد الديني إن الإلحاد صورة من صور الحرب الفكرية التي تستهدف عقول وأفكار شباب الأمة، مشيرًا إلى أن تلك الظاهرة دخيلة على المجتمعات العربية والإسلامية، كما أن وزارة الأوقاف قد أخذت على عاتقها خوض غمار الدفاع عن ثوابت الدين، ففي ذات الوقت الذي تحارب فيه التشدد والغلو، فإنها تحارب التسيب والإلحاد، مؤكدا أن وزارة الأوقاف تتصدى إلى كل ما من شأنه أن يزعزع استقرار وأمن هذا الوطن.
وأوضح أن الإلحاد في هذا العصر هو إلحاد مسيس يراد به هدم الأوطان، وهدم صحيح الدين ما بين تشدد وتطرف، وتسيب يؤدي إلى الإلحاد مع عدم وجود وازع ديني يضبط سلوك الإنسان وأفعاله، فضلا عن وهن حجة ومنطق من يشككون في وجود الله سبحانه، فقال تعالى: "قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى قَالُوا إِنْ أَنتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا تُرِيدُونَ أَن تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ".
وفي ختام كلمته أكد أن مخططات الأعداء تهدف إلى نشر الإلحاد المُسيس أو الموجه الممول، بهدف نزع القيم الإيجابية من نفس الملحد بقصد الإتيان على مجتمعاتنا من داخلها وتفتيتها بأيدي أبنائها بقصد إثارة الفوضى وإسقاط الدول أو إضعافها أو تمزيقها من الداخل أمر لا يمكن أن يقبله أحد.