الأول على "المكفوفين": كنت باذاكر ١٥ ساعة يومياً
«محمود» مع أسرته
«كنت متأكد إنى هاكون من الأوائل، لأن ربنا مابيضيعش مجهود أى حد»، بهذه الكلمات الممزوجة بالفرحة، بدأ «محمود إسماعيل»، الحاصل على المركز الأول بالثانوية العامة للمكفوفين، حديثه لـ«الوطن»، معبراً عن فرحته الشديدة بتفوقه، إذ تلقى اتصالاً تليفونياً من مكتب وزير التربية والتعليم، مساء أمس، لتهنئته، لكن بسبب سوء حظه، على حد تعبيره، لم يتمكن من الرد عليه: «البيت عندنا مافيهوش شبكة، فلما كلمونى كان تليفونى مغلق، وعرفت بعدها أنهم حاولوا الاتصال بى، ودى أكتر حاجة ضايقتنى، لأنى كنت مستنى مكالمة الوزير من أول السنة».
كان «محمود»، الذى حصل على مجموع 407، يقسّم يومه أثناء الدراسة، ما بين مذاكرته التى كانت تتخطى الـ15 ساعة فى اليوم، ودروسه ونومه، ورغم أن والده كان دائماً يحاول التخفيف عنه، خوفاً عليه، إلا أنه كان يسعى لتحقيق هدفه، وفقاً لكلامه: «والدى كان بيقول لى ارحم نفسك، لأن كان بيجى عليا وقت مش بانام فيه نهائى، بس أنا كنت محدد لنفسى حاجات معينة لازم أذاكرها فى اليوم، وماكنتش باعرف أنام إلا لما أخلصها»، موضحاً أنه كان يحصل على دروس خصوصية فى كل المواد التى يدرسها، نظراً لحالته الصحية.
عقبات عديدة واجهت «محمود»، أثناء دراسته، كان من بينها أن كل المواد التى يدرسها مواد أدبية، وهو الأمر الذى كان يزيد معاناته، حسب كلامه.