لماذا يكون هناك مواطنون كارهون لأوطانهم؟
لماذا يتكون نوع من الإرهاب التكفيرى الذى يؤدى بأصحابه إلى تفجير أنفسهم وتفجير غيرهم؟
لماذا يشعر بعض الحكام بوجود مشكلة لا مبالاة جماعية لدى قطاعات هائلة من الشعب؟
إن الشعور بعدم الإنصاف، والمظلومية، وعدم المساواة، يؤدى إلى كل هذه الظواهر المخيفة والمقلقة.
تأملوا بعض الإحصائيات العالمية التى يمكن أن توضح لنا «كمياً» خطورة ودوافع هذه الظاهرة:
1- الفوارق فى الثروة وصلت حداً مخيفاً بنهاية 2017، حيث دلّت الإحصائيات على أن 8 دولارات من كل عشرة دولارات تنفق فى العالم يمتلكها 1٪ فقط من العالم من الأغنياء.
2- تؤكد الإحصائيات أن عدد فقراء العالم هو 3٫5 مليار نسمة لا يملكون سوى 2٫7٪ فقط من الثروة العالمية التى وصلت إلى 280 تريليون دولار.
3- تقول الإحصائيات أيضاً إن 10٪ فقط من أثرياء العالم يملكون 87٫8٪ من ثروة هذا العالم.
4- تؤكد الإحصائيات أن بريطانيا لديها أعلى نسبة من أصحاب الملايين ويشكلون 6٪ من نسبة المليونيرات فى العالم.
ومن مظاهر زيادة المظلومية فى العالم الارتفاع المخيف فى عدد النازحين واللاجئين.
ويتم تعريف اللاجئ بأنه الشخص الذى يهرب من بلاده ولا يستطيع العودة إليها بسبب النزاع أو لتعرضه للاضطهاد.
أما النازح فهو الشخص الذى فرَّ من منزله لكنه بقى فى بلاده.
وتؤكد الإحصائيات أن هناك 41 مليون شخص نزحوا داخل بلادهم، و25 مليون لاجئ، وهناك 3٫5 مليون ينتظرون الرد على طلبات لجوئهم.
وأكثر دولتين فى العالم الآن لديهما أكبر عدد من النازحين هما سوريا وكولومبيا.
أما بالنسبة لمناطق الصراعات والحروب الأهلية فإن منطقتنا العربية -بلا فخر- هى الأكثر تعرضاً للعنف والدمار فى سوريا والعراق واليمن وفلسطين والصومال وأفغانستان ودارفور وجنوب السودان.
بعد ذلك كله، وبعد الفهم العميق لما سبق سرده، فإن كل شىء يدفع ببعض الناس إلى أن يشعروا بالكفر من مجتمعاتهم قبل أن يقوموا بتكفيرها قولاً وفعلاً.
حينما تصبح الحياة مشروعاً مستحيلاً، وتصبح أبجديات العيش الإنسانى معدومة، وحينما يرتفع سقف اللا مساواة يصبح الموت -عند البعض- أفضل جداً.