بعد مباحثات مع ميركل.. دور السيسي في ملف الأزمة الليبية مستمر منذ 2014
الرئيس عبدالفتاح السيسي
تلقى الرئيس عبدالفتاح السيسي اتصالا هاتفيا، صباح اليوم، من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أكدت فيه رغبتها في الإطلاع على رؤية الرئيس حول تطورات القضية الليبية في ضوء الدور المصري المحوري المقدر في المنطقة، وكذلك لرئاستها الحالية للاتحاد الأفريقي.
وأكد السيسي، خلال الاتصال الذي شهد تبادل وجهات النظر بشأن عدد من الملفات الدولية والإقليمية، أن موقف مصر الاستراتيجي الثابت تجاه الأزمة الليبية، المتمثل في استعادة أركان ومؤسسات الدولة الوطنية الليبية، وإنهاء فوضى انتشار الجماعات الإجرامية والميليشيات الإرهابية، ومنح الأولوية القصوى لمكافحة الإرهاب وتحقيق الاستقرار والأمن، ووضع حد لحجم التدخلات الخارجية غير المشروعة في الشأن الليبي، التي من شأنها استمرار تفاقم الوضع الحالي الذي يشكل تهديدا لأمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط والبحر المتوسط بأسرها.
وتعد الأزمة الليبية إحدى أولويات السياسة الخارجية المصرية في الوقت الراهن، فتربط البلدين مصالح أمنية واقتصادية، فضلا عن الروابط الاجتماعية، ولاسيما لكون ليبيا بوابة مصر الغربية حيث تشكل الحدود الممتدة بين البلدين – على طول الخط الحدودي من الشمال عند البحر المتوسط وإلى الجنوب حيث الحدود مع السودان – مسافة نحو 1200 كيلو متر.
وحمل الرئيس السيسي حل الأزمة الليبيبة على عاتقه منذ توليه الرئاسة في 2014:
مجموعة دول الجوار
تأسست مجموعة دول الجوار الليبي عام 2014 بعضوية الجزائر ومصر وليبيا، وتونس والسودان وتشاد والنيجر وتم تشكيلها أثناء القمّة الإفريقية في غينيا الاستوائية ، تعمل دول الجوار الليبي، خاصة دول الجوار المباشر كمصر والجزائر وتونس بغرض تقديم الدعم السياسي والأمني لليبيا من خلال العمل الجماعي للتعامل مع الموقف في ليبيا وفق آلية مشتركة لدول الجوار، بالتنسيق والتعاون مع الأمين العام لجامعة الدول العربية، ورئيسة مفوضية الاتحاد الإفريقي من أجلى بلورة رؤية مشتركة وخارطة طريق وفق إرادة الليبيين وأولوياتهم تعرض على دول الجوار لاعتمادها.
كما حمل الرئيس السيسي القضية الليبية إلى المحافل الدولية منذ توليه الرئاسة في عام 2014 وحتى الآن:
ليبيا حاضرة في كلمة السيسي أمام مجموعة السبع الكبرى بفرنسا
ألقى الرئيس السيسي، كلمة أمام قمة الدول السبع المنعقدة في مدينة "بياريتز" بفرنسا، جاء فيها: "إذا كان ما تقدم يشكل المنظور العام للتحديات التي تواجه قارتنا، فإنّ الوضع في ليبيا من الجسامة والخطورة، بما يستوجب التطرق إليه بشكل خاص، وأن تفاقم الأوضاع في ليبيا وأثر ذلك على أمن واستقرار مواطنيها، بل وعلى دول الجوار، جراء التهديد الذي تشكله المنظمات الإرهابية، والسيولة الأمنية المتمثلة في انتشار الميليشيات المسلحة، يقتضي تضافر الجهود الدولية لوضع حد لهذه الأزمة وهذا التهديد، وبما يضمن سلامة الشعب الليبي الشقيق، ويحفظ له مقدراته وموارده".
وتابع السيسي: "الطريق للخروج من الأزمة في ليبيا معروف، ولا يحتاج سوى للإرادة السياسية وإخلاص النوايا، للبدء في عملية تسوية سياسية شاملة، تعالج جوانب الأزمة كافة، وفي القلب منها قضية استعادة الاستقرار، والقضاء على الإرهاب وفوضى الميليشيات، وإنهاء التدخلات الخارجية في ليبيا، وضمان عدالة توزيع موارد الدولة والشفافية في إنفاقها، واستكمال توحيد المؤسسات الليبية على النحو الوارد في الاتفاق السياسي الليبي".
لقاء السيسي وماكرون
التقى الرئيس السيسي الاثنين الماضي، نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، على هامش فعاليات قمة مجموعة الدول السبع، حيث تبادلا الرؤى بشأن تطورات الأوضاع في ليبيا، إذ توافقت وجهات نظر الرئيسين حول تضافر الجهود المشتركة الثنائية بين مصر وفرنسا، وأيضا الدولية سعيا لتسوية الأوضاع في ليبيا على نحو يسهم في القضاء على التنظيمات الإرهابية، ويحافظ على المؤسسات الوطنية للدولة، وكذلك مواردها، ويحد من التدخلات الخارجية.
ليبيا حاضرة في مباحثات الرئيس السيسي ورئيس وزراء إيطاليا
التقى الرئيس السيسي رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، على هامش قمة السبع الكبرى، وتباحث الرئيسان بشأن الأوضاع الإقليمية خاصة الملف الليبي، مشيرا إلى أنّ إيطاليا يهمها استقرار الأوضاع في ليبيا بشكل كبير لأنّها مكان هجرة غير شرعية، موضحا أنّ الميليشيات الإرهابية تفاقم الوضع، إضافة إلى الدعم الخارجي الذي تحصل عليه الميليشيات.
السيسي يسلط الضوء على القضية الليبية في لقائه مع القادة الأفارقة
التقى الرئيس السيسي على هامش قمة الدول السبع الكبرى، في مقر إقامته ببيارتيز الفرنسية، رئيس رواندا بول كاجامي ورئيس السنغال ماكي سالي ورئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوز، ورئيس بوركينا فاسو روك كابور ورئيس المفوضية الأفريقية موسى فقيه، على هامش قمة الدول السبعة في المقامة في يارتيز.
وأوضح السيسي خلال اللقاء أنّ تفاقم الأوضاع في ليبيا أثر على أمن واستقرار مواطنيها بل وعلى دول الجوار، جراء التهديد الذي تشكله المنظمات الإرهابية، وانتشار الميليشيات المسلحة، مشيرًا إلى أنّ كل هذا يقتضي تضافر الجهود الدولية لوضع حد لهذه الأزمة وهذا التهديد، وبما يضمن سلامة الشعب الليبي الشقيق، ويحفظ له مقدراته وموارده، مشيرا إلى أن الطريق للخروج من الأزمة في ليبيا معروف، ولا يحتاج سوى الإرادة السياسية وإخلاص النوايا، للبدء في عملية تسوية سياسية شاملة.
القضية حاضرة في كلماته بالأمم المتحدة
لـ6 سنوات متتالية لم يتخل السيسي عن القضية الليبية في كلماته باجتماعات الأمم المتحدة:
- 2019.. أشار الرئيس السيسي إلى أن الشعب الليبي الشقيق يعاني يوميا من ويلات النزاع المسلح الذي يستوجب إيقافه، مؤكدا أنه آن الأوان لوقفة حاسمة تعالج جذور المشكلة الليبيـة بشكل شامل، من خلال الالتزام بالتطبيق الكامل لجميع عناصر خطة الأمم المتحدة، التي اعتمدها مجلس الأمن في أكتوبر 2017، ومعالجة الخلل الفادح في توزيع الثروة والسلطة، وغياب الرقابة الشعبية، من خلال الممثلين المنتخبين للشعب الليبي، على القرار السياسي والاقتصادي في ليبيا، مع ضرورة توحيد المؤسسات الوطنية كافة، والنأي بهذا الجار الشقيق عن فوضى الميليشيات، والاستقواء بأطراف خارجية دخيلة.
- 2018.. تحدث الرئيس السيسي، عن القضية الليبية والتي تضطلع مصر فيها بدور مركزي لدعم إعادة بناء الدولة، بخاصة فيما يتعلق بتوحيد المؤسسة العسكرية لتوفير بنية قادرة على الدفاع عن ليبيا ومواجهة مخاطر الإرهاب، قائلا: "لا يجب أن ننسى أن عاما قد مر منذ تبني مبادرة الأمم المتحدة للمعالجة الشاملة للأزمة الليبية دون تحقيق تقدم في تنفيذها، وهو ما يستوجب منا تجديد التزامنا بالحل السياسي كما تضمنته عناصر تلك المبادرة، بصورة غير منقوصة، فلا مجال لحلول جزئية في ليبيا أو سوريا أو اليمن، فالأزمات الكبرى تحتاج لمعالجات شاملة، وليس لحلول جزئية، إن أردنا تجاوز استنزاف البشر والموارد، والبدء في مرحلة البناء".
-2017.. أكد الرئيس السيسي أيضا أنه لا حل في ليبيا إلا بالتسوية السياسية، التي تواجه محاولات تفتيت الدولة وتحويلها إلى مرتع للصراعات القَبَلية، ومسرح عمليات للتنظيمات الإرهابية وتجار السلاح والبشر، موضحا "أؤكد هنا، بمنتهى الوضوح، أن مصر لن تسمح باستمرار محاولات العبث بوحدة وسلامة الدولة الليبية، أو المناورة بمقدرات الشعب الليبي الشقيق، وسنستمر في العمل المكثف مع الأمم المتحدة، لتحقيق التسوية السياسية المبنية على اتفاق الصخيرات، والتي تستلهم المقترحات التى توصل لها الليبيون خلال اجتماعاتهم المتتالية في الأشهر الأخيرة فى القاهرة، للخروج من حالة الانسداد السياسي وإحياء مسار التسوية في هذا البلد الشقيق".
- 2016.. وصف الرئيس وضع ليبيا بأنه على تماس مباشر مع الأمن القومي المصري، حيث تعيش ليبيا وضعا دقيقا وأزمة سياسية عميقة، فرغم أننا حققنا تقدما العام الماضي بتوقيع اتفاق الصخيرات، إلا أن تنفيذه مازال متعثرا، وتقوم مصر بدور نشط لجمع الفرقاء الليبيين ودعم تنفيذ الاتفاق كسبيل لاستعادة وحدة وسلطة الدولة الليبية على أراضيها، والعمل من خلال مؤسساتها الشرعية، من مجلس رئاسي وحكومة وحدة وطنية ومجلس نواب وجيش وطني.
- 2015.. قال الرئيس السيسي "لقد تابعنا جميعا كيف انحدرت ليبيا الشقيقة إلى منزلق خطير، عندما أفصحت قوى التطرف عن وجودها من خلال أفعالها التي تجافي مبادئ الإسلام وقيـم الإنسانية، فلم يكن ذبح المصريين على شواطئ ليبيا، إلا نتيجة للتهاون في التصدى لتمادي المتطرفين في تحدي إرادة الشعب الليبي، ورغبتهم في الاستئثار وارتهان مصير دولة وشعب بتمكينهم من السيطرة عليهما.
- 2014.. قال إن مصر طرحت مصر بالفعل، وبتوافق مع دول جوار ليبيا، مبادرة ترسم خطوات محددة وأفقا واضحا لإنهاء محنة هذا البلد الشقيق، يمكن البناء عليها للوصول إلى حل سياسي يدعم المؤسسات الليبية المنتخبة، ويسمح بالوصول إلى حل سياسي شامل، يضمن وقف الاقتتال ويحفظ وحدة الأراضي الليبية، وحتى يمكن تنفيذ ذلك، ينبغي وقف تهريب السلاح إلى ليبيا بشكل فعال، وعدم التساهل مع التيارات المتطرفة التي ترفع السلاح، وتلجأ للعنف ولا تعترف بالعملية الديمقراطية.