«بيل جيتس» فى نسخته الأفريقية
رجل لا يملك مالاً ولا علاقات ولا عائلة كبيرة تمكنه من التمتع برغد العيش، بل إنه لا يملك سوى جهاز كمبيوتر ومجموعة من الأفكار يصر على إنجازها لتحقيق ذاته وخدمة وطنه.
هو هيرمان شيرى هاس، المولود فى أيرلندا من أصول أفريقية، والذى تلقى تعليمه فى أمريكا وعمل بعض الوقت فى بريطانيا قبل أن يعود إلى أمريكا مرة أخرى، استحق لقب «بيل جيتس أفريقيا» عن جدارة، حسب ما ذكرته صحيفة «الجارديان» البريطانية.
يقول هاس «لم تكن هناك خيارات متاحة أمامى للنجاح فى أمريكا، فبخلاف الرئيس الأمريكى باراك أوباما، لم يكن لذوى البشرة السمراء فرصة لتحقيق أى نجاحات فى مجتمع نضطهد فيه من الأغلبية ذات البشرة البيضاء».
ويتابع هاس: «قررت أن أخوض مهمة شاقة للعمل فى القارة السمراء أفريقيا، وخاصة فى بلد والدى الصغيرة غانا، هذه القارة التى تفتقد الكثير من التنمية، إلا أننى اقتنعت أنه لا يمكن أن تنهض هذه القارة إلا بجهود أبنائها فهم وحدهم القادرون على تنميتها وصناعة مستقبل مضىء لها».
بدأ هاس عمله ليعمل بالتعاون مع أحد أصدقائه فى حجرة نومه الصغيرة بمنزله ليقوما على كتابة عدد من البرامج وبيعها، ثم توجه بعد ذلك ليقيم مكتباً صغيراً فى جراج المنزل بعد أن زادت طلبات الزبائن على منتجاته، ليخطو خطوة بعد الأخرى ويصبح الآن أحد أكبر صناع برامج السوفت وير وأنظمة الإدارة التى يعتمد عليها العشرات من الشركات الغانية، بما فى ذلك كبرى الشركات الأفريقية، والآلاف من المستهلكين الصغار.
وتقول «الجارديان» إن شهرة هاس جاءت بعد إنشائه لبرنامج يمكّن مستخدميه من تحصين منازلهم ضد أى اقتحام أو سرقات عن طريق التنسيق والتعاون مع جهاز الشرطة والجيران وموجات الراديو.
ويقول هاس عن مستقبله فى القارة السمراء «أنا متفائل بصناعة مستقبل واعد فى القارة السمراء، وعلينا ألا نستسلم لما نحن فيه من أوضاع، فعلى الرغم من انتشار الفقر والجهل فى البلدان الأفريقية إلا أن هذا لا يعنى أن أبناء القارة السمراء أغبياء أو أنهم غير قادرين على الابتكار، بل بسبب أن الفرصة لم تتح لهم إلى الآن ليثبتوا ذاتهم ويحققوا أحلامهم وأحلام بلدانهم».