بالورود والزرع.. مواطنون يحولون شرفات منازلهم لأماكن ترفيه خلال الحظر
ارشيفية
يقضون وقتاً طويلاً للجلوس فيها.. السمر يحلو يوماً بعد يوم.. والاسترخاء في فسحاتها بمثابة راحة نفسية لا مثيل لها.. هنا ورود بأنواع مختلفة.. وهنا نجيلة خضراء محلية الصنع.. زوايا مطلية بألوان تبعث في النفس الطمأنينة والراحة.. تحتضن الهواء الطلق ليخلق جوا من الترفيه اجتهد الإنسان كثيراً في البحث عنه، هكذا الحال بالنسبة لشرفات المنازل «البلكونات»، ففي الأوقات الماضية استخدمت فقط كـ«مخزن» لوضع كراتين وعلب تظهر الحاجة لها كل حين وحين، إلى أن جاء فيروس كورونا المستجد، فرض نوعاً من الحظر، والتزام المنازل، فطبقا لمقولة الحاجة أم الاختراع، والوفرة أم اللاشيء، بدأ المواطنون يبحثون عن سبل للترفيه باتت «البلكونات» هي الحل الأمثل، فأخذوا يغيرون من شكل شرفات منازلهم، ويزرعونها بالورود، ويطلون زواياها بألوان مختلفة، لقضاء أفضل الأوقات فيها.
"نسرين": محسيتش بالحظر.. وكورونا علمتني الزراعة
لم تكن الدكتورة نسرين حسام الدين، من محافظة المنيا، تولي اهتماماً بزرع ن شرفة منزلها، نظراً لضغوطات الحياة المعروفة، خاصة كونها عضو هيئة تدريس بجامعة بني سويف، فشرفة المنزل بها قليل من الزرع: "كنت بسقيهم كتير على اعتبار إن الرى الكتير بيطول عمر الزرع.. لكن شهر ويموتوا وخلاص على كده".
جوانب إيجابية كثيرة، كشفت عنها فترة الحظر، فحرصت نسرين على خلق مناخ لها يمكنها من قضاء فترة الحظر هي وأسرتها في المنزل دون أي ملل، فبدأت الاهتمام بشرفة المنزل: "تابعت جروبات كتيرة متخصصة في زرع البلكونات على الفيس بوك واشتريت ورود، ونباتات وترددت كثيراً على المشاتل لاختيار الزرع المناسب ومعرفة كيفية العناية به وتسميده بشكل جيد".
الورد البلدي، والعطر والريحان والنعناع، والوينكة، والجارونيا، إلى جانب الفل والياسمين البلد. ومسك الليل أنواع مختلفة حرصت نسرين على اقتنائها في شرفة منزلها، موضحة لـ«الوطن» أن هذه الأنواع تبعث في نفسها الطمأنينة والراحة.
ظهر عشق «نسرين» للورود في عيد ميلادها: "طلبت هدية عيد ميلادي أنها تكون الذهاب إلى المشتل وشراء الزرع"، مشيرة إلى أن الخضرة الطبيعية والورود واللون الأخضر، يمنحها السعادة، والطاقة الإيجابية.
سلوك «نسرين» اليومي تغير تماماً في الحظر، فالجلوس في شرفة منزلها وسط الورود، مع زوجها وأبنائها، أو بشكل منفرد، أصبح أمراً مهماً بالنسبة لها: "حتى زوجى بدأ يهتم بالزرع مثلى".
تثير السلوكيات الغريبة التي يتبعها البعض، في سوء استغلال شرفات منازلهم، الحزن لدى «نسرين»، كتعليق الثوم والبصل ووضع «كراكيب المنزل» بها، مؤكدة أن الشرفة هى الانطباع المتكون لدى الآخرين عن سكان البيت، مشيرة إلى أن «كورونا» أعادت شمل الأسرة من جديد، وزادت فرص الحوار والنقاش بين الأب والأم والأبناء، مع التزام كل فرد بالإجراءات الاحترازية ضد الفيروس.
"مي": بقيت بالنسبالي أفضل مكان للترفيه
كان استخدام مي مجدي، مدرسة لغة فرنسية، لشرفة منزلها، لمجرد نشر الغسيل أو كمخزن لأشياء تستخدمها كل حين وحين، إلا أن الأمر انقلب رأسا على عقب، بعد إقرار الحظر بسبب فيروس كورونا، فتقول «مي»: شرفة المنزل هي المنفذ الوحيد للترفيه بعد الحظر".
حرصت «مي» على طلي أنحاء الشرفة بألوان مختلفة، وتركيب نجيلة صناعية في أرضيتها، مشيرة إلى أنها ذهبت للعديد من المشاتل لشراء أفضل أنواع الورود.
تؤكد «مي» أن الجلوس في شرفة المنزل يمنحها متعة شديدة: "بنقضي وقتنا فيها للعلب والتسلية والترفيه، لافته إلى أن تكلفة تطوير شرفة المنزل نحو 600 جنيه فقط.
"عزة": عملت أوضة مخصوص ومليتها ورود
عزة بدر، فضّلت تحويل غرفة أعلى منزلها، إلى مكان للترفيه، مليئ بالورود والزهور، فتقول «عزة» لـ«الوطن»، إنها بدأت تعيد ترتيب الغرفة، وتستقطب أفضل أنواع الورود ووضعها بها، موضحة أنها أصبحت أفضل مكان للجلوس فيه ومرور فترة الحظر دون أي ضغوط نفسية.