الخيول العربية الأصيلة بوابة عبور أهالي قرية بالفيوم للعالمية
تصل أسعارها إلى 10 ملايين جنيه وأغلاها الأدهم
الخيول العربية الأصيلة بوابة عبور أهالي قرية فقيرة للعالمية بالفيوم
قوام ممشوق.. عيون واسعة لامعة.. آذان صغيرة رقيقة.. شعر طويل لامع.. أحمر برّاق.. قوة وعنفوان.. تلك مواصفات أحد الخيول العربية الأصيلة الذي كان يجري في شوارع قرية دمو بمحافظة الفيوم، فيما يجري وراءه 3 مدربين للإمساك به، في مشهد يتكرر كثيرًا في أكبر قرية لتدريب الخيول التي اشتهرت بتدريب الخيول العربية الأصيلة إمّا لمسابقات الجمال، أو مسابقات الفروسية، أو حتى الرقص، لدرجة أنّها أُطلق عليها قرية "الألف مدرب للخيول".
ويرجع تاريخ قرية "دمو" إلى عصر الفراعنة، حيث أنّها كانت تجمعا سكنيا لعمال بناء هرم هوارة في عهد الملك "أمنمحات الثالث" منذ 6 آلاف عامًا، وفي العهد الحديث تم إهمال القرية وانعدمت الخدمات بها، حتى ضاق الحال بثلاثة من شباب القرية وذهبوا للعمل في تدريب الخيول بنزلة السمان بالجيزة، وعندما برعوا في عملهم عادوا إلى العمل في قريتهم وأنشأوا ثلاثة اسطبلات كبيرة للخيول العربية الأصيلة بمساعدة عدد من الأمراء العرب الذين تعرفوا عليهم.
وقال هاني رشدي يونس، منسق العلاقات العامة بكلية السياحة والفنادق بجامعة الفيوم، في تصريحات خاصة لـ "الوطن"، إنّه بسبب عدم توافر وظائف حكومية اتجه شباب القرية للعمل في مزارع الخيول حتى تفوق كل منهم وبدأ في تأسيس مزرعة خاصة به، ومن شدة براعتهم في تدريب الخيول ذاع صيتهم في الأقطار العربية والأجنبية وأصبح الكثيرون منهم مدربين للعديد من الأمراء العرب والأجانب في عدة دول.
وأضاف سامح قرني "أحد أشهر المدربين بالقرية"، أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم قال إنّ "الخيل معقود في نواصيها الخير إلى القيامة"، وهذا ما حدث معهم في القرية التي كانت تعاني من الفقر الشديد ثم تحوّلت إلى أشهر القرى وأغناها، بعدما أتقنوا تدريب خيول "الجمال" التي تُنافس في مسابقات ملك جمال الخيول، وخيول "الفروسية"، كاشفًا أنّه يعمل مُدربًا للخيول بدولة الكويت، ونظرًا لعشقه للخيول يستغل فترة أجازته في تدريب الخيول بأحد الأسطابلات بالقرية، خصوصًا أنّه ورث مهنة تدريب الخيول أبًا عن جد، وترعرع عليها منذ طفولته.
وكشف "قرني"، أنّه بالنسبة لمسابقات الجمال، فإنّه يشترط أن تتميز بالدم الحر والنقي بالإضافة إلى نعومة الوجه، والقوام الممشوق والعيون الواسعة والأذن الرقيقة، بالإضافة إلى توافر أوراق النسب الخاصة بالخيل والتي توضح تسلسل شجرة عائلته، وتحليل الـ دي إن آيه، وأخيرًا الختم الذي يوجد أسفل رقبة الخيل العربي الأصيل، كاشفًا أنّ أكثرها جاذبية هي الأصفر اللون وأعلاها سعرًا الأسود اللون .
وأوضح "سامح"، أنّه يجب تدريب الخيول التي تشارك في مسابقات الجمال جيدًا منذ طفولتها بدايةً من عمر الشهرين ولا يُسمح لأحد بركوبها، لكن يتم تدريبها على الجري من أجل إبراز عضلاته مع الاهتمام بتغذيته جيدًا ثم تعليمه الإشارات والكلمات ليتمكن من فهم أوامر المدرب فيما بعد.
وأشار إلى أنّ أهم ما يجب تدريب "خيول الجمال" عليه هو الجري والسير بطريقة صحيحة ومتناسقة حيث لا تسبق قدم الثانية، كما أنّه يتمكن من الوقوف بثبات مع مساواة قدميه الأماميتين حتى يشكلان رقم 11 فيما تكون القدمان الخلفيتان على شكل رقم 8، بعد ذلك يبدأ تدريب "الرقبة" لتكون ممشوقة، وبعد ذلك يتم تدريبهم على الاستجابة للمدرب ومد رقبته وجذبها بالتناسق مع حركة يد المدرب.
وكشف "قرني" أنّه يتم تقسيم الخيول منذ ولادتها، المتناسق الجسم والشكل للجمال، والمرتفع القوام طويل النفس يتم تدريبه للمشاركة في مسابقات الفروسية والسرعة، أمّ الخيل الضعيف والغير متناسق الوجه والجسم يتم تدريبه على "الأدب" أي "الرقص"، مُبينًا أنّ الخيول تتغذى على الشعير والذرة والرده، أمّا مكافئة الخيول الفائزة والتي تستمع لأوامر المدرب يتم منحها السكر والبطاطا والجزر.
والتقط محمد كمال أحد المدربين طرف الحديث قائلًا أنّ قريتهم تضم 6 مزارع كبرى للخيول العربية الأصيلة، تتراوح أسعار الخيول العربية الأصيلة بها من 200 ألف وحتى 10 ملايين جنيهًا، مُشيرًا إلى أنّه نظرًا لمهاراتهم العالية في التدريب يقومون بالإشراف على 7 مزارع خيول أخرى في محافظة الفيوم.
وفي ختام حديثه، نوّه "كمال" إلى أنّ أبناء القرية يعملون في تدريب الأمراء والملوك في عدة دول عربية أبرزها الكويت والسعودية والإمارات والبحرين، وفي دول أجنبية أهمها هولندا وبولندا.