صلاح جاهين في حوار إذاعي: قرأت تاريخ الجبرتي 20 مرة
"أنا عندي مكتبة، وسرير ومرتبة، أتنطط ما بينهم وأتشقلب شقلبة"، هكذا بدأ الشاعر صلاح جاهين حواره مع الإذاعية نادية صالح خلال برنامجها "زيارة لمكتبة فلان" والذي أجرته من داخل مكتبته التي وصفتها بأنها تتكون من 5 قطع كبيرة، كل قطعة منهم متوسط طولها مترين، وضع نواتها الأولى جد صلاح جاهين ثم والده، ولهذا السبب يقول أن مكتبته "متأسسة".
جاهين بدأ حديثه بكتاب "مقدمة ابن خلدون" أستاذ علم السياسة الأكبر، الأول الذي تعامل معها كعلم، وجاء بعده متيافيللي، بس هو كان عنده مبادئ أكتر من ماتيافيللي، يعني كان بيكتب عشان يفسر ظواهر انهيار وقيام الأمم وكيفية المحافظة على البلد، بينما ماتيافيللي كان بيكتب عن كيفية الوصول للحكم والمحافظة على العرش، ومبدئه الفظيع جدا الغاية تبرئ الوسيلة".
الكتب التي قال الشاعر صلاح جاهين أنه لا يستطيع الاستغناء عنها هي الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني، البخلاء للجاحظ، "وأهم من ده كله تاريخ الجبرتي اللي أنا لقيته لقية، أذكر إني قرأته في حياتي 20 مرة، وكل ما أقرأه وأخلصه أرجع أقرأه تاني، الجبرتي ده سحرني، وأسرني، ودهشت على لغته اللي منظرها زي منظر المباني القديمة والجوامع والمآدن الكبيرة في القاهرة".
الجزء الثاني من مكتبة صلاح جاهين حوى سلاسل من روائع المسرح العالمي تضم سلسلة مكتبة الفنون الدرامية، وسلسلة أدب المسرح، ومسلسلة الألف كتاب، وهذا الجزء من مكتبته يخص زوجته: "الحقيقة عن طريقها أنا اطّلعت على حاجات كتير ما كنتش أعرفها لولا إنها اشترت الكتب دي، أنا كنت أعرف كام واحد شكسبير، وتينيس ويليامز، وآرثر ميلار، وإبسن".
قاموس باللغة الفرنسية "لاروس" يتصدر مكتبة الشاعر والرسام صلاح جاهين: "لاروس ده دائرة معارف زي الجبرتي كده، استفدت منه في حاجات كتير رغم إني مش متبحر ومابقراش فرنساوي كتير، وكان بيساعدني على الرسم عشان لما كنت أحب أعرف شكل أي حاجة أو شخص أطلع اسمه بالفرنساوي وأقرأ ملخص عنه".
تحتوي مكتبة جاهين قسما يجمع بين شيئين لا يجتمعا: "أنا بحس إن في ارتباط بين موسيقى بخ وكتب العمارة الإسلامية القوتية، تحس إن الكتب دي هندسة مرتبة، وبخ من النوع الذي ينظم النفس".
سألته الإعلامية نادية صالح عن الوقت الذي يحب القراءة فيه، فأجاب "قراءات موسمية، لما أسافر بره تلاقيني أروح مسارح وأشتري الكتب اللي مطبوعة فيه المسرحيات قبل ما أدخلها، يعني قبل ما أدخل مسرحية الملك لير لقيت نفسي مضطر أشتري المجموعة الكاملة لشيكسبير، فا كسبت جميع مسرحياته وشعره".
جاهين.. أثناء علاجه بأحد مستشفيات موسكو، استغل دخوله لقسم الأجانب بالمستشفى، وقرأ لكل الكتاب الروسيين الذين أحبهم، "لما دخلت قسم الأعصاب بقيت أقرأ بس الكتب اللي بتهدى إليّ، وأذكر منها كتاب اسمه أقاصيص من الجبال والوديان لواحد كاتب من قرغيزستان اسمه جنكيز أيكماتوف، وفيه قصة جميلة جدا اسمها "وداعا جلسري" عن حصان قصته بتعبر عن حاجات سياسية ودرامية عظيمة جدا، وأنا يتهيألي لما قريت هذه القصة إني حصلت على شيء من اللحظات النادرة في حياتي".
الإذاعية نادية صالح سألته عن الكتاب الذي لا يمكن أن يفرط فيه أو يعيره لأي شخص، فأجاب: "طبعا نوتة التليفونات الشخصية بتاعتي"، وحول سر احتفاظه بدليل التليفونات في مكتبته فرد: "لأنه أهم كتاب"، وعن الكتاب الذي يرفضه حتى لو كان ضمن مكتبته فقال: "أي كتاب فيه دعاية رخيصة من اللي بتتوزع من إدارات الاستعلامات بتاعت البلاد، تاعلى إلى أميركا، وبريطانيا والـ مش عارف إيه، بتبقا مكتوبة بسماجة شديدة جدا وبتجيي وما بأقراهاش أبدا".
بعض الظواهر بدت، خلال حوار الإذاعية نادية صالح مع صلاح جاهين، أبرزها عدم اهتمامه بكتاب مثل العقد الفريد: "أنا مش عارف حتى الكتاب ده بيتكلم عن إيه"، وطريقة عمل جديدة مع الملحن سيد مكاوي: "ساعات بنبقى مكسلين وأنا باشيل فيشة التليفون وهو كمان، فا بنراسل بعض عن طريق شرائط الكاسيت".