سوق الموسكي طوق نجاة للمستهلكين من نار الأسعار: أنشأه عز الدين موسك
قلب القاهرة
يوجد في القاهرة العديد من الأسواق التاريخية، التي لا زالت تحتفظ برونقها الجميل وعبقها الساحر، رغم مرور مئات السنين على إنشاء هذه الأسواق العتيقة التي ظلت متماسكة كما لو كانت تصارع من أجل البقاء، خشية أن تتلاشى في ثورة التحديث.
قنطرة الموسكي
أنشئت قنطرة الموسكي على يد الأمير عز الدين موسك، أحد أقارب صلاح الدين الأيوبي، منذ قرابة 800 عام، وعلى إثرها أنشئ حي الموسكي وفيه حررت شهادة ميلاد للعديد من السلع أهمها الملابس والمفروشات والسلع الغذائية لهذا الحي العريق الذي يقع في قلب القاهرة.
وبلا شك، فإن سوق السلع الغذائية من الأسواق الهامة جدا لعدد كبير من المستهلكين والتجار أيضا، حيث يقل الأسعار فيه بالمقارنة بالمحلات 50% في المتوسط عن أي سوق، أي أقل من سعر الجملة، مقارنة بالمعارض والمجمعات الاستهلاكية التي تبيع السلع الغذائية بأسعار مخفضة.
الموسكي مدينة تجارية متكاملة
ولعل الكثافة السكانية المحيطة به تأتي من كونه يطل على شارع بورسعيد المعروف بحيويته ونشاطه التجاري، ويحده من الجانب الأيسر سوق درب البرابرة، ومن الجانب الأيمن حي باب الخلق ودرب سعادة وفي الإمام حارة اليهود، وهو ما يعد مدينة تجارية تضم آلاف العمال والصنايعية والتجار، والكل يتسابق على هذا السوق ليشتري احتياجاته خاصة من شريحة محدودي الدخل.
الكل يرفع شعار البيع بسعر الجملة
في شارع الموسكي الكل يرفع شعار البيع بسعر الجملة، ويتأثر هذا السوق كغيره من الأسواق بالأسعار العالمية للسلع والمنتجات، إلا أنه الأقل سعرا مقارنة بالأسعار الأخرى، ويصفه التجار بأنه يضبط إيقاع السوق.
وقال محفوظ أبو سلامة، أحد التجار في الموسكي، إن الأسعار في متناول الجميع، حيث يفضل عدد كبير من التجار عدم المغالاة في أسعار السلع المطروحة، وهو ما ساعد على ضبط إيقاع السوق التجاري.
وأوضح أنه لولا وجود هذه الأسواق لحدث انفلات سعري في كافة الأسعار، لكونه يخاطب شريحة كبيرة من المستهلكين محدودي الدخل على حد تعبيره.