القصة الكاملة لمقتل طفلة بكرداسة: المتهم دفنها في بئر صرف صحي «فيديو»
قتلها حتى لا يفتضح أمره
جثة _ صورة أرشيفية
وقف الطالب الجامعي، أمام منزل أسرته بمنطقة كرداسة، والليل يسدل ستائره على المدينة، عازمًا النية على استدراج طفلة تبلغ من العمر 11 عامًا لطلب فدية من أسرتها في الوقت الذي كانت تعود إلى بيتها قادمة من منزل صديقتها.
وبدأ الشاب في تنفيذ خطته برفقة صديقه، حيث اصطحبا الطفلة إلى أحد المنازل الموجودة بمنطقة كرداسة في الجيزة، وجلسا سويًا يفكران في حيلة بإقناع أسرتها وطلب فدية لإرجاعها.
كتم أنفاس
دقائق معدودة فصلت ما سبق، حتى تركه صديقه، وغادر المكان: «إحنا كدا هنتعرف ومش هينفع نكمل اللي بنعمله دا»، وتراجع الأخير عن المشاركة في اللحظات الأخيرة، وأخذ الشاب يفكر ويدبر حيلة جديدة، للتخلص من جريمته، فباغتته فكرة شيطانية بالإقدام على إنهاء حياة الطفلة بكتم أنفاسها، خشية افتضاح أمره.
قيّد الشاب جثة الطفلة بعد أن لفظت أنفاسها الأخيرة، وأحضر سجادة وبدأ في لفها لينوي التخلص من جثمانها بعيدا، حتى لا يراه أحد، دقائق قليلة، كانت هي مدة تنفيذ المخطط، وسط حيرة من أمره، حتى هاتف صديقًا آخر وأحضره بالسيارة لينقل جثة الطفلة ويلقي بها داخل بئر صرف صحي بذات المنطقة في سواد الليل حتى لا يراه أحدًا وفر هاربًا.
عمليات بحث مستمرة
أسرة الطفلة بدأت في البحث عن ابنتهم التي تغيب عن المنزل يومًا تلو الآخر، وطبعوا منشورات في جميع أنحاء المنطقة، والمناطق المجاورة ولكن دون جدوى، ولم يعثروا عليها إذ أبلغوا الأجهزة الأمنية بالجيزة وحرروا محضرًا بتغيب نجلتهم.
كانت الصدفة من كشفت تلك الجريمة، بعدما تلقت الأجهزة الأمنية بلاغا بالعثور على جثة لفتاة في العقد الثاني من عمرها، في حالة تحلل، داخل بئر صرف صحي بأحد منازل كرداسة، حيث انتقلت قوات الأمن إلى مكان الحادث، وتبين أن الجثة لفتاة وفي حالة تحلل، وأن القاتل وضعها داخل سجادة.
تشكيل بحث على أعلى مستوى
جرى تشكيل فريق للبحث والتحري بقيادة اللواء علاء فتحي، مدير المباحث الجنائية، وبدأت خطة البحث عن هوية الفتاة، من خلال مراجعة بلاغات التغيب ومضاهاة أوصاف الملابس بتلك المبلغ بها في بلاغات التغيب، خلال الفترة الماضية، حيث نجح فريق البحث في تحديد هوية الفتاة المجني عليها، وتبين أنها من بولاق الدكرور وتبلغ من العمر 11 عاما، وأن والدتها حررت محضرا بتغيبها عن المنزل، منذ يوم 10 سبتمبر الماضي، حيث خرجت من المنزل ولم تعد.
«كانت رايحة لصاحبتها»
والدة الطفلة المجني عليها قالت إن ابنتها خرجت من المنزل، متجهة لزيارة صديقتها في كرداسة، إلا أنها لم تعد، وبمناقشة صديقة المجني عليها، أكدت أنها زارتها، ثم غادرت المنزل.
أول خيط: مراجعة كاميرات المراقبة
وتحفظ العميد عمرو البرعي، رئيس قطاع أكتوبر، على كاميرات المراقبة بمحيط منزل صديقة المجني عليها، حيث بيّنت الكاميرات لحظة دخولها، فيما لم تسجل خروجها، وبدأ فريق البحث في توسيع دائرة الاشتباه، وفحص سكان العقار الذي تسكن به صديقة المجني عليها، حيث كشفت التحريات عن مفاجأة.
طالب جامعي
وتوصلت تحريات رجال الشرطة عقب مناقشة سكان العقار إلى هوية مرتكب الجريمة وتبين أنه طالب جامعي يبلغ من العمر 21 عامًا، واعترف تفصيليًا بارتكاب الحادث.
اعترافات المتهم
وأمام رجال المباحث اعترف المتهم بتفاصيل جريمته، وأنه خطط لخطف الطفلة الضحية بهدف طلب فدية من أسرتها لإعادتها، واشترك معه صديقه في الجريمة عقب خروجها من شقة صديقتها، ولكن بعدما خطف الطفلة تراجع صديقه وتركه، فدب القلق في قلب المتهم خشية افتضاح أمره، فقرر قتل الطفلة حتى لا يكشف أحد أمره.
وأضاف المتهم أمام رجال الشرطة قيامه بوضع جثة الطفلة الضحية داخل سجادة، وألقاها داخل بئر صرف صحي مستعينًا بسيارة أحد أقاربه.
وجرى تحرير محضر بالواقعة، كما اقتادت أجهزة الأمن الطالب المتهم إلى مكان الجريمة وسط حراسة أمنية مشددة، وشرح جريمته وكيف تخلص من المجني عليها، وأمرت جهات التحقيق بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات، وجدد قاضي المعارضات بمحكمة جنوب الجيزة حبسه 15 يومًا على ذمة التحقيقات.