«هايدى»: ضيعت كل فلوسى على «الصلصال»
هى و«الصلصال» كيان واحد لا يفترقان سوى عند النوم، فعلى مدار اليوم إما أن تكون ممسكة به وتتفنن فى عمل قطعة فنية فريدة من وحى أفكارها، أو يكون الصلصال مسيطراً على تفكيرها حتى أثناء وجودها فى عملها بإحدى شركات التأمين. هايدى سمير، تعشق الفن بكل أشكاله، خاصة الرسم، وكانت تأمل فى الالتحاق بكلية الفنون الجميلة، لولا أن مجموعها لم يسمح لها بذلك، عرفت أناملها ملمس الصلصال منذ فترة ليست بالبعيدة، لكنها تميزت واشتهرت به، وبات لغة تتفاهم بها فى حياتها الشخصية والعملية، حيث تهدى قطع الصلصال البديعة لزملائها ورؤسائها فى العمل، بخلاف منزلها الذى لا يخلو من تحف الصلصال. «بامسك قطعة الصلصال من غير تفكير مسبق للشكل اللى عاوزه أنفذه، لحد ما تطلع قطعة فنية تلفت الأنظار»، قالتها «هايدى»، مؤكدة أن زملاءها فى العمل، خاصة الأجانب، ينبهرون بأعمالها ويدفعونها للانتفاع بتلك الموهبة، كما يمزح معها البعض وينهرها بسبب ضياع جزء كبير من راتبها على شراء الصلصال، والخامات الأخرى التى تستعين بها. انشغال «هايدى» بوظيفتها وأسرتها منعها من احترف الصلصال، بخلاف عدم قدرتها على التعامل مع من لا يقدرون مشغولاته: «بافكر استغل موهبتى، واتعرض عليّا العمل فى مدرسة أو حضانة، لتعليم الأطفال فن تشكيل الصلصال، لكن مش لاقية وقت، وكل اللى باعمله إنى باحاول أعلم بنتى الرسم والصلصال، وأتابع صفحتى على الفيس بوك، اللى باعرض عليها أعمالى».
مشاكل الصلصال، بحسب «هايدى»، تتمثل فى ضرورة الحرص فى التعامل معه، فهو لا يجف مثل عجينة السيراميك، كما أنه حين ينكسر يصبح شبيها بالطباشير: «مش باستسلم للمشاكل دى، وباخترع حلول، وأتابع أحيانا ما ينشر على النت والفيديوهات التى تعرض فن الصلصال لتنمية موهبتى».